في فاجعة إنسانية كبيرة، ضرب زلزال مدمر كلا من تركيا وسوريا وخلف ورائه أكثر من 47 ألف قتيل، والذي شهدته المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا وصل مداه إلى لبنان الذي شعر سكانه بهزة قوية أصابتهم بالهلع.
وعلى مدار التاريخ شهد العالم العديد من الزلازل والكوارث الطبيعة، ولعل الجزيرة العربية في القرون الأولى من الإسلام شهدت الكثير من الزلازل، لكن كم عدد تلك الزلازل، وكيف تعامل معاها العرب في صدر الإسلام؟
وبحسب دراسة بعنوان "زلازل جزيرة العرب في المصادر الإسلامية" للأكاديمى الفلسطيني الدكتور خالد يونس الخالدي، فأن عدد الزلازل التي ضربت جزيرة العرب وسجلتها المصادر التاريخية بلغ إحدى وعشرين زلزلة، وأن أولى هذه الزلازل كان في سنة(5هـ=627م)، وأن آخرها كان في سنة (1090هجرية 1679م)، وأن الزلازل في جزيرة العرب كانت قليلة وخفيفة غير مسببة لخسائر بشرية ومادية كبيرة، مقارنة بتلك التي ضربت إيران والشام في مدة الدراسة.
كما أن بعض زلازل جزيرة العرب قد صاحبتها براكين هائلة، لكنها لم تسبب خسائر بشرية ومادية كبيرة، لأنها حدثت في أماكن جبلية خالية من السكان والعمران، وأن علماء المسلمين أكدوا أن زلزال سنة (654هـ =1256م) الذي صاحبه بركان كبير هو الذي تنبأ به النبي - صلى الله عليه وسلم- عندما قال:" لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى".
وأكدت الدراسة أن سكان جزيرة العرب كانوا يخافون من الزلازل، وينظرون إليها بأنها عقاب من الله تعالى على كثرة ذنوبهم، فيلجؤون إليه سبحانه بالذكر والاستغفار ورد المظالم والإقلاع عن الذنوب، وأن العلماء والشعراء كانوا يتأثرون بالزلازل ويتفاعلون معها، فيربطها العلماء بالمعاصي والذنوب، وبأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ويصفها الشعراء بقصائد طويلة.