تمر اليوم الذكرى 719 على ميلاد الرحالة العربي الشهير ابن بطوطة، إذ ولد في 24 فبراير عام 1304، وهو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن يوسف اللواتى الطنجى، المعروف بابن بطوطة يعد من أشهر الرحالة المسلمين، وقام بثلاث رحلات جاب خلالها معظم أجزاء العالم المعروف فى زمانه مستغرقا حوالى تسع وعشرين سنة، مدونا فى أسفاره مشاهدات شاملة شديدة الندرة التقى خلالها ببعض السلاطين.
وعرف التاريخ العربي العديد من الرحالة الذين كانت لهم الكثير من الجوالات والرحلات الهامة، والتي كتبوا عنها في كتبهم مسجلين الكثير من المشاهد الهامة في تاريخهم، ومن أشهر هولاء الرحالة الكبار، بجانب الرحالة الشهير ابن بطوطة:
المسعودى
هو أبو الحسن على أبن الحسين ابن على المسعودى (~283 هـ - 346 هـ / ~896 - 957م) عالم ومؤرخ، جغرافي ورحالة ورائد نظرية الانحراف الوراثي، يشار إليه أحيانًا باسم «هيرودوت العرب»، مؤلف متعدد المواهب وغزير الإنتاج لأكثر من عشرين عملاً في التاريخ والجغرافيا والعلوم الطبيعية والفلسفة، كان من أوائل الذين جمعوا تخصصات التاريخ والجغرافيا العلمية في عمل واحد بعيد المدى في أعظم أعماله الشهيرة مروج الذهب ومعادن الجوهر، يجمع بين التاريخ العالمي والجغرافيا العلمية والتعليقات الاجتماعية والسيرة الذاتية.
ولد ببغداد وتعلم بها، وكان كثير الأسفار وقد زار بلاد فارس والهند وسيلان وأصقاع بحر قزوين والسودان وجنوب شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام والروم، وانتهى به المطاف إلى فسطاط مصر، وتوفي بالفسطاط.
ابن فضلان
أحمد بن العباس بن راشد بن حماد البغدادي (877-960م) عالم مسلم من القرن العاشر الميلادي، كتب وصفا لرحلته عضوا في سفارة الخليفة العباسي إلى ملك الصقالبة (بلغار الفولجا) سنة 921م.
تصف رسالة ابن فضلان شعوباً شتى، منهم المسلمون في مدن وسط آسيا مثل بخارى وجرجانية، ومنهم البدو الترك في غرب السهوب الأوراسية، ومنهم أيضاً التجار الإسكندنافيون في روسيا، ولم تكن لمعظم هذه الشعوب سجلات مكتوبة عن تاريخها وثقافتها، مما يجعل الرسالة مصدراً ثميناً في هذا الميدان.
ويُقِرّ الباحثون الغربيون بفضل الرحلة في تدوين اكتشافات حضارية نادرة، ويسطّرون اسم ابن فضلان في تاريخ التواصل الحضاري بين الإسلام و«الآخر»، ويؤكدون أنها نقلة نوعية في فن كتابة الرحلة العربية التي كانت غارقة في مفاهيم السرد، فنقلتها إلى مستوى التحليل الإثنوغرافي لشعوب وقبائل لم يكن العرب يعرفون عنها شيئاً، بل لم يكن العالم يعرف عنها شيئاً.
ابن جبير
أبو الحسن محمد بن أحمد بن جبير الكناني المعروف باسم ابن جبير الأندلسي ولد في بلنسية سنة 540 هـ، 1145م، هو جغرافي، رحالة، كاتب وشاعر أندلسي عربي.
ترك ابن جبير غرناطة مع صديقه أحمد بن حسان يوم الخميس 8 من شوال سنة 578 هـ/ 1183 م إلى جزيرة الطريف (الطرف الأغر) وعبر البحر من هناك إلى سبته فركب سفينة جَنَويية ذاهبة إلى الإسكندرية فركبها يوم الخميس 29 شوال، 24 فبراير، وسارت السفينة في البحر تتقاذفها الأمواج ومرت بمساحة شاطئ الأندلس حتى ثغر دانية ثم جزر ميورقة ومنورقة وسردانية ثم جزيرة صقلية ثم إلى جزيرة اقريطش (كريت) ثم وصلت الإسكندرية في يوم 29 ذى القعدة / 26 مارس أي انها اسغرقت في سفرها من جزية الطريف إلى الإسكندرية ثلاثين يوما.
شمس الدين المقدسي
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر المَقْدِسِيّ المعروف باسم محمد بن أحمد شمس الدين المقدسي أو المقدسي اختصاراً، هو رحلة مسلم ولد في القدس سنة 336هـ 947م، ونشأ بها احترف التجارة فكثرت أسفاره حتى صار رحَّآلة جغرافيًا، وصنف كتابَ اسماه «أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم» وقد أكسبه شهرةً كبيرةً.
توفي في سنة 380هـ/990م. رأى أن المملكة الإسلامية في القرن الرابع الهجري لم توصف وصفا كافيا من الناحية الجغرافية كوصف المفاوز والبحار والبحيرات والأنهار والمدن والأمصار والنبات والحيوان.. الخ، ولذلك جرّد نفسه لهذا وطاف أكثر البلاد الإسلامية.
الإدريسى
أبو عَبد الله مُحَمَّدٌ بن مُحَمَّدٌ الإِدْرِيسي الْهَاشِمِيّ الْقُرَشِيّ، عالم عربي مسلم (وُلد عام 1100م (493هـ) وُتوفي عام 1166م (559هـ)) يُعتبر من كبار الجغرافيين في التاريخ ومن مؤسسي علم الجغرافيا الحديثة، كما كتب في الأدب والشعر والنبات ودرس الفلسفة والطب والنجوم في قرطبة. استخدمت مصوراته وخرائطه في سائر كشوف عصر النهضة الأوربية، حيث لجأ إلى تحديد اتجاهات الأنهار والبحيرات والمرتفعات، وضمنها أيضًا معلومات عن المدن الرئيسية بالإضافة إلى حدود الدول.