تمر اليوم الذكرى الـ 151 على ميلاد الشاعر الكبير حافظ إبراهيم، إذ ولد في 24 فبراير عام 1872، هو وكان شاعرًا ذائعَ الصيت، حاملًا للقب شاعر النيل الذي لقبه به صديقه الشاعر الكبير أحمد شوقي، وأيضا للقب شاعر الشعب.
صدر له ديوان حافظ إبراهيم (ثلاثة أجزاء) عام 1903، وأعيدت طباعته عدة مرات، وترجم بعض القصائد لشعراء الغرب مثل شكسبير، كانت له بعض الكتابات النثرية منها الموجز في علم الاقتصاد، (بالاشتراك مع خليل مطران)، وألف حافظ رواية واحدة هي "ليالي سطيح"،
وقام الشاعر حافظ إبراهيم بترجمة وتعريب الرواية العالمية "البؤساء" للأديب الفرنسي فيكتور هيجو، وهى الترجمة التي حصلت على ثناء أديب عصره مصطفى صادق الرافعي في مقالة البؤساء في كتابه وحي القلم، حيث قال عنها: "غير أنك في البؤساء ترى مع الترجمة صنعة غير الترجمة، وكأنما ألف هيجو هذا الكتاب مرة وألفه حافظ مرتين، إذ ينقل عن الفرنسية، ثم يفتن في التعبير عما ينقل، ثم يحكم الصنعة فيما يفتن، ثم يبالغ فيما يحكم، فأنت من كتابه في لغة الترجمة، ثم في بيان اللغة، ثم في قوة البيان، وبهذا خرج الكتاب وإن مترجمه لأحق به في العربية من مؤلفه، وجاء وما يستطيع أحد أن ينسى أنه لحافظ دون سواه".
أما عمله السردى الوحيد، والذى يصنفه البعض كرواية، وهى "ليالى سطيح" فيحاكي حافظ إبراهيم في كتابه «ليالي سطيح» حديث عيسى بن هشام، ولكن بدرجة أقل في التخيل، فالراوي في هذا العمل هو أحد أبناء النيل الذي يلتقي مع سطيح أحد الكهنة العرب القدامى، وقد جاء الكتاب في صورة نثر فنى، يتخذ شكلا أقرب إلى المقامة، فالمكان ثابت والحوار هو السمة الغالبة بلا أحداث حقيقية، واعتمد حافظ في هذا العمل على الأسلوب التقريري، ولم يعمد إلى التصوير، لذلك فإن الشخصيات التي تعرض لها في كتابه لا تتمتع بوجود حقيقى، وإنما يقتصر الكاتب في تقديمها على تحويلها إلي نوافذ نطل من خلالها على أفكاره.
وقد وجه حافظ من خلال هذا العمل نقدًا اجتماعيًا للأخلاق والعادات السائدة، وذلك في ثنايا وصفه لحال الاجتماع في مصر إبان تلك الفترة، حيث تطرقت فصول الكتاب إلى مشاكل اجتماعية وأدبية مختلفة. كان منها المشاكل المتعلقة بالامتيازات الأجنبية، والقضايا الأدبية، وغيرها من ألوان النقد الاجتماعي والأدبي.