استقبل المسلمون، شهر شعبان المبارك، وهو الشهر السابع من شهور السنة الهجرية، بحسب التقويم الذي وضعه المسلمون، بداية من هجرة النبى محمد (ص)، من مكة إلى المدينة، والذي يتوسطه ليلة النصف من شعبان التى يتجلى فيها الله على خلقه بعموم مغفرته وشمول رحمته، فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويجيب دعاء السائلين، ويفرِّج عن المكروبين، ويعتق فيها جماعة من النار ويكتب فيها الأرزاق والأعمال.
وللشهر الكريم عدة فضائل بحسب المعتقد الإسلامى، فكان النبى محمد (ص) يصوم أكثر شهر شعبان، لقول عائشة (كان رسول الله (ص) يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله (ص) استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه فى شعبان)، ويعتقد أن هذا الشهر شهد فرض صيام رمضان في العام الثاني من الهجرة، كذلك شهد حويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام.
ويعتبر هذا الشهر من الأشهر ذات القدسية كبيرة بالنسبة للمسلمين، نظرا لوقوع بعض الأحداث الدينية المرتبطة بهذه الشهر، ففى هذا الشهر فرض صيام رمضان فى العام الثانى من الهجرة، كما شهد الشهر الكريم أيضا تحويل القبلة من بيت المقدس (القدس) إلى البيت الحرام (مكة المكرمة)، (بحسب المعتقد الإسلامى). لكن من هو "شعبان" وما أصل التسمية العربية لهذا الشهر؟
وتوجد عدة أسباب لـ تسمية شهر شعبان بهذا الاسم، وهي: هناك من قال إنه سمي بهذا الاسم، لأنه الشهر الذي يفصل بين شهر رجب وشهر رمضان. وبعض الروايات تقول إنه سمي بهذا الاسم لأن القبائل العربية تتفرق فيه للذهاب إلى الملوك لقصدهم والتماس العطية منهم، وأحد أسباب تسميته بهذا الاسم، هو أن القبائل كانت تتفرق فيه بحثا عن الماء والمرعى، وكذلك لأن العرب كانت تتشعب فيه للقيام بالغزو والغارات، بعد امتناعهم عن القتال في شهر رجب، لأنه من الأشهر الحرم، وكذلك سمي بشعبان لأن الأغصان تتشعب في هذا الشهر.
وقال الإمام ابن حجر في كتابه فتح الباري (4/213): "وسمي شعبان لتشعبهم في طلب المياه أو في الغارات بعد شهر رجب الحرام".
وبحسب كتاب "شهر رمضان فى الجاهلية والإسلام" (ص 194) للكاتب أحمد المنزلاوى، فإن بداية تسمية الشهر بهذه الاسم كان فى سنة 412 م أيام الجد الخامس للنبى محمد (ص)، وقيل أنه سمى بهذا الاسم لتشعب أغصان الشجر فى هذا الوقت الذى صادف التسمية، وقيل لأنه ظهر أو شعب بين رجب ورمضان، وكانت بعض القبائل العربية تحرم شعبان بدلا من رجب وأطلقوا على الشهرين الرجبان.
أما كتاب "عمدة القارئ فى شرح صحيح البخارى - الجزء الحادى عشر" للمؤرخ بدر الدين العينى، فقال "إن شعبان اشتق اسمه من الشعب وهو الاجتماع وسمى به لأنه يتشعب فيه خير كثير كرمضان وقيل لأنهم كانوا يتشعبون فيه بعد التفرقة ويجمع على شعابين وشعبانات وقال ابن دريد سمى بذلك لتشعبهم فيه أى لتفرقهم فى طلب المياه وفى المحكم سمى بذلك لتشعبهم فى الغارات وقال بعضهم أنما سمى شعبانا لأنه شعب أى ظهر بين رمضان ورجب، وكان شعبان شهر تتشعب فى القبائل أى تتفرق لقصد الملوك والتماس العطية".