صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «محمد غنيم.. سفير الثقافة المصرية»، تأليف عباس متولي، وتقديم الدكتور زاهي حواس.
وفي مقدمة الكتاب يقول زاهي حواس: «محمد غنيم.. هذا الاسم يعرفه جيدا كل العاملين في مجال الثقافة والإعلام؛ ذلك أنه أهم من قام بالتعريف بالثقافة والفنون المصرية بكل عواصم ومدن العالم تقريبًا، فقد جعل العالم كله يتحدث عن مصر من خلال المعارض والفرق الفنية التي أرسلها إلى كل مكان بالعالم لنشر فنون الفراعنة والفن القبطي والفن الإسلامي وكذلك الفنون الحديثة، يعرف غنيم دائما الطريق إلى النجاح؛ والجرأة في اتخاذ القرار بعد الدراسة المتأنية الموضوعية لأي مشروع.
لقد سعدت بقيام وزارة الثقافة أخيرًا بتكريم محمد غنيم للدور الكبير الذي قام به خلال سنوات عمله التي شارفت على الخمسين سنة، وصل خلالها إلى أعلى المناصب بالوزارة كوكيل أول لوزارة الثقافة للعلاقات الثقافية الخارجية؛ ونال حب واحترام الجميع.
التعريف بالثقافة المصرية ليس بالأمر السهل؛ ولا حتى محاولة تقديم مصر للخارج، ولعل سر نجاح محمد غنيم كان في فهمه العبقرى للهوية المصرية التي تصل جذورها إلى العصور الفرعونية القديمة وتحمل شجرتها ثمار العصور اليونانية الرومانية والقبطية والإسلامية.
بهذه الصورة قدم محمد غنيم مصر إلى العالم الخارجى وبعث بالمعارض الأثرية وبالفرق الفنية بمختلف توجهاتها وفنونها ولا ينكر المثقفون المصريون دور محمد غنیم في جعل كل واحد منهم سفيرا لمصر بالخارج؛ وكان لنشاطه الأثر في وصول صوت المثقفين المصريين إلى اليابان وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.
قابلت محمد غنيم عام 1980 عندما كان ملحقا ثقافيًا في أمريكا؛ وكان أن عرف غنيم أن الأمريكان يعشقون مصر الفرعونية ولذلك أسهم في إرسال كثير من معارض الآثار الفرعونية إلى مختلف المدن الأمريكية؛ وحضرت معه افتتاح معرض مصر في العصر الذهبي؛ ولإتقانه اللغة الإنجليزية جعل كل الحاضرين يصفقون إعجابًا بحديثه عن مصر ومجدها القديم. وأتذكر أننى كنت طالبًا للدكتوراه وأقيم في مدينة فلادلفيا عندما أحضر محمد غنيم الفرقة القومية للفنون الشعبية التي قدمت عروضًا رائعة ما زال سكان المدينة يذكرونها وكان لنشاطه الأثر الكبير في تدفق السياحة الأمريكية إلى مصر في الثمانينيات والتسعينيات.
انتقل محمد غنيم من وزارة التعليم العالى إلى وزارة الثقافة واختاره الراحل ثروت عكاشة كمدير لقصر ثقافة دمنهور؛ ثم شغل منصب مدير عام ثقافة الإسكندرية. وأخذ الصفة الدولية بعدما أصبح رئيس العلاقات الثقافية الخارجية ووضع برنامج ثقافي مصرى يغطى العالم كله».