سلفادور دالي، خوان ميرو، بابلو بيكاسو، هل غيّر الفنانون الإسبان العالم في النصف الأول من القرن العشرين؟ في ظل حكم فرانشيسكو فرانكو الاستبدادي؟
يتم سرد قصة هؤلاء الفنانين من 26 فبراير إلى 18 يونيو 2023 في متحف ميدوز في حرم جامعة ساذرن ميثوديست في دالاس خلال معرض "في ظل الديكتاتورية: إنشاء متحف الفن التجريدي الإسباني".
"متحف الفن التجريدي الإسباني" المشار إليه في العنوان هو متحف الفن الذي أسسه الرسام فرناندو زوبيل (1924-1984) وافتتح للجمهور في 1 يوليو 1966 ، كأول متحف في البلاد مكرس للفن التجريدي.
ظهر متحف الفن التجريدى في إسبانيا مع القليل من المجموعات والمؤسسات أو عدم وجودها على الإطلاق ، وبنية تحتية قليلة مخصصة للفن الحديث والمعاصر" وفقا لخوان مارش مؤلف ومؤرخ ومدير المتاحف والمعارض في مؤسسة Manuel Fontán del Junco .
يميل الدكتاتوريون إلى إحداث هذا التأثير في الفنون، جاءت أعظم مساهمة فرانكو في الفن المعاصر بطريقة منحرفة ففي عام 1936 قاد القوات ضد الحكومة الإسبانية المنتخبة ديمقراطياً ، مما أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية التي استمرت حتى استولت قواته القومية على السلطة في عام 1939.
كانت إسبانيا متحالفة مع ألمانيا النازية أثناء الصراع. حشد فرانكو المساعدة النازية لهزيمة أعدائه الجمهوريين مستعينا برغبة النازيين في إظهار تفوق قوتهم الجوية الحديثة حدث قصف جوي لجرنيكا ، إسبانيا في عام 1937 مما أدى إلى مقتل أو إصابة ثلث السكان هناك.
رداً على هذه الفظائع ، رسم بيكاسو لوحة جيرنيكا التي يمكن القول إنها أعظم لوحة في القرن العشرين.
قال أمين المعرض كلاريس فافا بيز لموقع Forbes.com: "حكومة فرانكو لم تدعم الفن التجريدي فقد واجه الفنانون صعوبة في الوصول إلى الإبداع الفني المعاصر وكانوا يفتقرون إلى مساحات العرض وأماكن عرض أعمالهم".
ويتابع :" من هنا أخذ الفنانون الإسبان الأمور على عاتقهم لتشكيل مجموعات والسفر على نطاق واسع إلى العواصم الفنية مثل باريس ونيويورك لمواكبة الأفكار المعاصرة وشكلوا حركة فنية معاصرة برزت للغاية فى أوروبا.
يقع المتحف داخل كاساس جولداداس المذهلة (المنازل المعلقة) في مدينة كوينكا التاريخية الواقعة على قمة الجرف ، على بعد مائة ميل جنوب شرق مدريد ، ويعرض المتحف الفن التجريدي الإسباني داخل بيئة معمارية من القرن الخامس عشر تطل على مناظر طبيعية خلابة.