يعد مهرجانأيام الشارقة التراثية واحدًا من الفعاليات الكبرى التى تهتم بالتراث العربى والعالمى، وتسعى لإحيائه وتقديمه بصورة أصيلة، وحاليا تقام الدورة العشرون للمهرجان تحت شعار "التراث والإبداع" وضيف الشارع دولة "المجر"، وتستمر الفعاليات حتى 21 مارس الجارى، والذى يقوم على تنفيذه عدد من الشخصيات المنشغلة بالتراث وتأصيل الهوية، ومنهم أبو بكر الكندي، المنسق العام لأيام الشارقة التراثية، والذي كان لنا معه هذا اللقاء.
في البداية تحدث أبو بكر الكندي عن أهمية المهرجان، مؤكدا أنه يشمل 11 افتتاحا فى مدن ومناطق تابعة لإمارة الشارقة، مشيرا للجهد المبزول فى إعداد هذه الدورة بقوله "بدأنا التنظيم لهذه الدورة فور انتهاء الدورة السابقة، أى أننا ظللنا نعمل لمدة سنة كاملة على إعداد الفعاليات التى نقدمها فى نحو 20 يوميا، وفيها 385 فعالية فنية، و42 مشاركة دولية، و45 جهة حكومية، و7 منظمات دولية منها اليونسكو وغيرها من المنظمات الدولية، فهى مظاهرة ضخمة، الغرض منها إيصال صورة التراث العربى والإماراتى على "أصالته"، وننطلق من جملة الشيخ زايد الذى كان يقول فيها "من ليس له ماضي ليس له حاضر" ونستطيع أن نلخص المهرجان فى هذه الجملة، وجميع الفعاليات والمشاركات والرعاة وحتى الذين يقدمون مواهبهم يفعلون ذلك تحت شعار "التراث والإبداع".
وعن الجديد فى هذه الدورة قال أبو بكر الكندي، لدينا بطولتان هذا العام، بطولة الألعاب الشعبية وذلك لمدة 7 أيام، وبطولة الدامة الخليجية فى دورتها السادسة، وهي لعبة شبيهة بالشطرنج، وهذه اللعبة عالمية، والمتبارون فيها من أكثر من دولة من دول العالم، ولا نقول إنها اندثرت، ولكن من يمارسونها قليلون، لذا نحاول أن نحييها ونعيد إليها رونقها القديم، ولدينا 4 بيئات متمثلة فى المهرجان، البيئة الصحراوية والبيئة الزراعية والبيئة البحرية والبيئة الجبلية، ونركز فيها على تقديم الحياة، وكيف كان الناس يعيشون فى هذه البيئات.
وأضاف أبو بكر الكندي نتكلم عن 85 محلا عن الأطعمة من كل العالم، ومنتجات أخرى، كما لدينا قرية تراث العالم، والتي تقدم منتجات مختلفة ومتنوعة من كل ثقافات العالم.
وتابع أبو بكر الكندي لدينا مسرح الأيام وهو يستوعب نحو 500 متفرج، وتقدم عليه 15 فرقة من خارج دولة الإمارات تراثها الثقافي الخاص، 8 فرق من الجاليات من داخل الدولة يشاركون ويبرزون تراثهم وفلكلورهم، ولدينا 6 معارض موجودة فى ساحة المهرجان، بعضها مرتبط بالأزياء والذهب والخزف والسيراميك ومشاريع معهد التراث وغير ذلك، وهناك مدرسة الحكاية الدولية، وهي أول مدرسة من نوعها، وفيها أطروحات موجهة للأطفال والكبار وفيها تعليم للأطفال ووضع مسابقات لهم فى موضوع الحكاية، وهذا فى كل المناطق التي توجد بها الفعاليات فى أنحاء الشارقة، كذلك يوجد جانب فكري وبحثي يقدمه معهد التراث، كذلك هناك مطبخ الأيام، فيه عدد من الطباخين يتنافسون أمام الجمهور الذي يمكن أن يشارك في كل هذه الفعاليات.
وعن أهم ما يميز مهرجان الشارقة التراثية، قال أبو بكر الكندى هو موضوع الأصالة، فالتراث دخلت فيه أشياء كثيرة، وهدف معهد الشارقة للتراث إبراز فنون التراث فى جميع المناحي المادية وغير المادية من الطعام وحتى الخرافات والفلكلور.
وعن الفعاليات المقدمة للمرأة والطفل أوضح أبو بكر الكندى لدينا اهتمام كبير للطفل، ومن ذلك الفعاليات المقدمة فى البيت الغربي فكله للطفل، حيث نقدم ورشا متعددة وبرامج دائمة على مدى الأيام، إضافة لمنطقة ترفيهية وحضانة ومسابقات فنية وثقافية، ومن ناحية المرأة فإنها موجودة فى جميع الفعاليات دون تمييز ودون استثناء، كما أن هناك خبيرات فى مجال الثقافة يقدمن أبحاثا ودراسات فكرية، كما أن لدينا ما يتعلق بالحرف، فالمرأة هي من تقدمها، وأصحاب الهمم تم تسهيل كل شيء لهم، وكل البرامج تقدم للجميع ولا تستثني أحدا.
وفيما يتعلق بدور الشارقة فى المحافظة على التراث العربي، قال أبو بكر الكندي، ذلك يتمثل فى أي مشروع تقدمة الشارقة، وهو يعود لرؤية الدكتور الشيخ سلطان القاسمي، حاكم الشارقة، فهو يولى اهتماما كبيرا لمشاريع الثراث والثقافة العربية، ومن ذلك فعالية الراوي التي يقدمها معهد الشارقة للتراث، وهدفها المحافظة على الكنوز البشرية ودعمها.
وعن علاقة الشارقة بمصر قال أبو بكر الكندي إن الشيخ سلطان القاسمى له مقولة يقول فيها إنه يعتبر مصر بيته، وأنه عندما يذورها فإنها يزور أهله، فهو يعد أن مصر حاضنة العرب، وجامعة شملهم، فالدور الكبير والعظيم لمصر يعرفه الجميع، وهي فى القلب.
وعن طريقة اختيار ضيف الشرف فى أيام الشارقة، أكد أبو بكر الكندي أن ذلك يأتي عن طريق اللجنة العليا، وذلك حسب الموروث الثقافي لهذه الدولة، وأًصالة موروثها وتنوعه، وحسن العلاقات مع دولة الإمارات ودولة العالم.
وأنهي أبو بكر الكندي قوله بأن التراث في خير طالما هناك من يهتم به، وطالما هناك دعم له، ونحن فى الدورة العشرين لأيام الشارقة التراثية، وهو مهرجان مسجل فى اليونسكو، وذلك أكبر دليل أن التراث فى خير وفي نماء، ويعكس ذلك كم المشاركات فى المهرجان، وما نقدمه واصل للشباب و90% من المشاركين فى المهرجان شباب، وقد سعينا لجذب أكبر قدر من الأجيال الجديدة، والناس يطالبونا بمد أيام المهرجان.