افتتح الشيخ محمد بن حميد القاسمى، رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية بإمارة الشارقة، والدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العاليا لأيام الشارقة التراثية، والدكتور محمد عبدالله بن هويدن، رئيس المجلس البلدي في الذيد، فعاليات الدورة 20 لأيام الشارقة التراثية في حصن الذيد، والتي تستمر حتى 11 من مارس المقبل بمشاركة محلية وإقليمية وعالمية لافتة.
وقال الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث:" إن إقامة فعاليات أيام الشارقة التراثية في الذيد هو ترجمة لرؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي يؤكد دائماً على أن للتراث أكبر الأثر في تنمية الذائقة الوطنية، والشعور بالانتماء والفخر والاعتزاز بالجذور الأصيلة المستمدة من تراث الآباء والأجداد، وقد سعدنا كثيراً بحجم حفاوة أهل الذيد بالجمهور وهم معروفون بالكرم والأصالة والوطنية".
وتجول الحضور في أرجاء منطقة الفعاليات التي انطلقت على إيقاعات طبول رقصة العيالة، وهي من المباهج الفنية المحلية المحببة التي ترتبط ببث روح النخوة والشهامة في دولة الإمارات العربية المتحدة والشارقة، وعبرت العيالة بحركاتها الفنية الرشيقة عن التراث الاجتماعي الثري للدولة، حيث الفن الأصيل، والمشاركة الواسعة بين مختلف الفئات العمرية لأبناء المجتمع، مع ما تحمله من رموز محلية مختلفة كعصي الخيزران، واللباس الشعبي الموحد، وغيرها
ولم يقتصر التراث الشعبي المحلي الذي حرصت إدارة معهد الشارقة للتراث على إبرازه لجمهور فعاليات أيام الشارقة التراثية على الجوانب الفنية وإنما تعدته إلى كل ما هو تراثي، ومن هنا قدمت للجمهور فكرة عن فريج البدو ببناء نموذج يحاكي البيئة البدوية لاسيما بيوت الشعر، وإضافة عدد من حيوانات الدواجن والرعي، ومنحت المكان حيوية بمشاهد المجالس واجواء الضيافة والقهوة.
وأطل الجمهور على البيئة الزراعية التراثية، أو ما يعرف بـ (شريعة الذيد) كمرفأ تراثي مهم كان يمثل محطة تستريح فيها القوافل وتتزود بالماء والغذاء، وتشكل منظومة مائية كبيرة مع الأفلاج المجاورة لها في الدولة، ولها خطط مهمة في إدارة المياه بما جعل منها واحة غناء ليس في الزراعة فقط، وإنما الهمت شعراء الكثير من شعراء الشعر النبطي ليقولوا على أرضها أجمل قصائد الفخر والغزل والحنين لذكريات الماضي.
ومن الزراعة إلى التجارة، تعرف جمهور أيام الشارقة التراثية إلى (قافلة الطروش)، وهؤلاء هم تجار البادية، وكونهم طروش فلأنهم كانوا (يطرشون)، أي يسافرون من منطقة إلى أخرى على النوق يتاجرون في الطعام والشراب والكسوة، وتتحكم بحركتهم ظروف البر والبحر.