لقد كان تمثال نهضة مصر الذي أبدعه الفنان الكبير محمود مختار حديث الدنيا كلها، حتى أن الفنانين والممثلين راحوا يقلدونه، ومن ذلك ما تكشفه صورة جميلة نشرها العدد الأول من مجلة الكواكب، الذي صدر فى مارس من سنة 1932.
أما التعليق الذي صاحب الصورة فجاء فيه "بهيجة حافظ وسراج منير ينتهزان فترة الاستراحة فى أثناء تمثيل فيلم زينب، فيمثلان نهضة مصر كما تخيلها النحات مختار في تمثاله المشهور".
وتمثال نهضة مصر من حجر الجرانيت، ويعد رمزاً لمصر الحديثة وأهم أعمال الفنان المصرى النحات محمود مختار، كما أن له دلالة خاصة فى الإشارة للأحداث السياسية التى مرت بها مصر فى تلك الفترة الهامة حيث كانت مصر تطالب بالاستقلال، و يعتبر من أعظم تماثيل العصر الحديث.
جاءت فكرة نحت تمثال ليمثل نهضة مصر فى تلك الفترة السياسية الهامة من تاريخ مصر إلى الفنان محمود مختار فى عام 1917، فبدأ خلال 1918- 1919 فى نحت تمثال كبير يبلغ حجمه نصف حجم التمثال الحالى وعندما أكمله عرضه فى عام 1920 فى معرض الفنون الجميلة السنوى فى باريس ونال إعجاب المحكمين والرواد من المهتمين بفن النحت.
ويصل ارتفاع التمثال إلى 7 أمتار والعرض عند القاعدة 8 أمتار، يصور امرأة واقفة فى ملابس الفلاحة المصرية ترفع عن وجهها الحجاب بيسراها، بينما يمناها مفرودة لتلمس بأصابعها رأس تمثال أبى الهول الذى يفرد قائمتيه الأماميتين فى تعبير عن النهوض. فى هذا التمثال يشير الفنان الى الشعب المصرى بالفلاحة ألام.
وتم وضع التمثال خلال حفلة كبرى أقيمت فى ميدان باب الحديد - (رمسيس حالياً) لإزاحة الستار عن التمثال فى 20 مايو عام 1928، قبل نقل التمثال من مكانه الأول إلى ميدان جامعة القاهرة فى عام 1955.
وتمت الدعوة إلى تنظيم اكتتاب شعبى لإقامة التمثال وساهمت فيه الحكومة، وتحقق الحلم وأزيح الستار عن التمثال فى عام 1928.