صلاح فضل: إحسان عبد القدوس ساهم فى تأسيس فن الرواية بالأدب العربى

قال الناقد الدكتور صلاح فضل، إن إقامة ندوة شهرية تنظمها دار المصرية اللبنانية، إضافة حقيقية لقلب القاهرة ولعقلها ولوجدنها، وهذا يمثل وعداً وموعداً لكى نلتقى ونتأمل ونتحدث كلنا سويا، وأن يكون مشروع كلاسيكيات الدار المصرية يبادر لكى يعيد نشر أعمال الكاتب الحقيقى إحسان عبد القدوس عملاً عظيماً، وخصوصا أنه ساهم فى تأسيس فن الرواية.

وأوضح صلاح فضل، على هامش توقيع ومناقشة كتاب أنا حرة للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، وذلك بمناسبة إطلاق الدار المصرية اللبنانية أولى فعاليات نادى الكتاب، أن إحسان عبد القدوس لم يكن على الإطلاق مجهولا من القراء، فهو من أكثر الأدباء الذين أسسوا فن الرواية فى الأدب العربى وأسسوا لفن السينما الروائية الثقافة العربية، وربما من أكثرهم تعبيراً عن المرحلة التى عشها وكان دافعا لعجلة التطور الحقيقى، عن طريق سلاحين جوهريين هما السياسية ثم الأدب. وأضاف صلاح فضل، أن إحسان فى أيام جيلنا كان متقدم على غيرة، وشخصية محبوبة عند كبار الأدباء، مشيرا إلى أنه كاتب الشباب والشجاعة والجرأة والقوة بالدرجة الاولى كما نعلم جمعيا فهو الصوت الثانى بعد قاسم أمين، وأول من تحدث باسم المرأة فى الرواية كان أحسان عبد القدوس فى روايته "أنا حرة" ولم يكن يوازيه فى هذا إلا نزار قبانى فى الشعر. وسرد صلاح فضل، تفاصيل مقابلته الأولى مع الكاتب إحسان عبد القدوس، عندما كان ناقد صغيرا، حيث قال للكاتب إحسان عبد القدوس "إنك ارتكبت جريمتين فى حق الثقافة العربية، الجريمة الأولى أنك مع غيرك من رؤساء التحرير الصحف المصرية تكرسون للحكم الاستنتاجى، وتصنعوا من كل رئيس ديكتاتور، فقد صنعت من جمال عبد الناصر ديكتاتورى لم يستطيع أحد أن يعارضه، أما الجريمة الثانية والتى تعنينا الآن هى تهمة أفساد بنات مصر". ووصف فضل، أن إحسان عبد القدوس شديد الإيمان بما يكتبه وشديد الصدق وبالغ العفوية، يحمل على كتفيه رسالة حقيقية يطبقها فى السياسية والاجتماع وهى الحرية، مؤكداً أنه عندما قراء روية " أنا حرة" من جديد تبينت أشياء لم تخطر بباله كقارئ، الشىء الأول أن الإنسان استبق بشكل طليعى الشكل الروائى الذى شاع بعد ذلك بعقود منذ الخمسينات ثم استبق ما شاع بعد ذلك فى السرديات والروائيات فى السبعينات والثمانينيات فهو الراوى المتحدث المتكلم وليس الرواى العليم، فهو صنع "فى أنا حرة" راوياً متحدثاً عليماً ملازم للبطلة ليقدم نموذج للمرأة المصرية. وأشار فضل، إلى أن من الطريف أن يختار اسم أمينة، وهو الاسم المتعارف عليه فى رواية نجيب محفوظ حيث قدمها نجيب كنموذج للمرأة التى تتصف بالإستكانة والطاعة والخضوع المزعج الذى يمثل منطق العصور القديمة، هذا بالإضافة إلى خضوعها القاتل لسطوة الرجل، موضحا أن أمينة إحسان عبد القدوس هى الوجه المضاد تماما لأمينة نجيب محفوظ. وفى السياق ذاته، قال الناقد صلاح فضل أنه أمينة أرادت أن تحقق نفسها ذاتيا وتكسب حريتها بالعلم أولا، وكسر العقود الاجتماعية وتغير المفاهيم الأخلاقية وتحقيق ثوراتها الاجتماعية عن طريق سلوكها الشخصى مع مناعتها وحصانتها الأخلاقية إلى حد كبير، حتى تنازلت قليلا عن هذا الحصانة الأخلافية فى مرحلة من المراحل عبر علاقتها بالجامعة الأمريكية. ووصف صلاح فضل أن الرواية بها مجموعة من المشاعر والأحداث الممتعة جداً، فقد نحبط التقدير ونتصور بأنها رواية قضية فقط، ولكن الرواية لا تناقش قضية عقلية وفكرية وإنما تجعل من تطور حياة البطلة ونفسيتها ومراحلها وصراعاتها مع ذاتها أولا ثم مع محبيها بعد ذلك وقدرتها على أن تنتزع بأظافرها بطريقة بالغة القسوة، موضحا أن هذا لم يكن هيناً فجزء جزء ترقع ثقف حريتها. أضاف فضل أن الرواية تحمل فى نهايتها، مفاجأة، فإحسان بقدر ما جرح الحس الاجتماعى الذى كان سائدا فى استكانة المرأة وخضوعها، فهو استطاع أن يلغى معظم التقاليد التى كان الناس يقدسونها فى الخمسينيات والستينيات، عاد فى نهاية الرواية ليستسلم للشىء الوحيد الذى يمكن أن تستسلم له المرأة أو الرجل وهو الحب.


































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;