تمر اليوم ذكرى رحيل الفيلسوف اليونانى القديم أرسطو، إذ رحل فى 7 مارس عام 322 ق.م، وهو فيلسوف يونانى، يعد مؤسس مدرسة ليسيوم ومدرسة الفلسفة المشائية والتقاليد الأرسطية، وواحد من عظماء المفكرين، وهو وتلميذ أفلاطون ومعلم الإسكندر الأكبر، ويعتبر من أهم الشخصيات العلمية على الإطلاق فى التاريخ اليونانى أو الإنسانى على حد سواء، ويعده الباحثون مؤسس علم المنطق والعلوم السياسية والأخلاق والزراعة.
وألف أرسطو عشرات الكتب والمؤلفات، وتغطي كتاباته مجالات عدة، منها الفيزياء والميتافيزيقيا والشعر والمسرح والموسيقى والمنطق والبلاغة واللغويات والسياسة والحكومة والأخلاقيات وعلم الأحياء وعلم الحيوان، لكن ما هو عدد مؤلفاته، وهل حقا ألف أكثر من 400 كتاب طوال حياته؟.
بحسب كتاب "قصة الفلسفة اليونانية" تأليف زكى نجيب محمود وأحمد أمين، أن ما يتم رويته عن أرسطو أنه ألف نحو أربعمائة كتاب، إلا أن مؤلفي الكتاب عادا وأكدا أن لفظ "كتاب" كان يطلق على ما يسمى عندنا الآن "فصلًا" أو "بابًا" وقد فقد أكثر من ثلاثة أرباع مؤلفاته، ولكن كان من حسن الحظ أن ما بقي هو أهم ما كتب، وهو يمثل شرحا تاما لآرائه في مختلف المسائل الفلسفية، وقد وصلت كتبه هذه إلينا مهوشة وخاصة ما كان منها في "ما بعد الطبيعة" فبعض رسائله فيها ناقصة، ويظهر أن مؤلفها لم يكن أتمها، وبعضها غير مرتب، فالباب منها ينتهي في أثناء البحث، ويبدأ الباب الذي يليه في وسط بحث آخر وهكذا.
وأشار الكتب سالف الذكر أن رسائل أرسطو في الموضوعات الأخرى فأقل فوضى، ويظهر أن أرسطو كان حضر كثيرا من رسائله تحضيرا أوليا ولم يكن أعدها للنشر، فخرجت كما وصفنا، ومع هذا فكتبه ورسائله توضح آراءه توضيحا تاما كما ذكرنا، ألف أرسطو كتبه بعد نضوجه في السنين الثلاث العشرة من آخر حياته، فلم يكن فيها تدرج في الرقي واختلاف في الآراء أحيانًا كما نرى في كتب أفلاطون، بل كان فكرُه ناضجًا، ونظرياته تامة، قد فرغ من بحثها، ويغلب على الظن أنه بدأ كتابته بالمنطق، ثم بالعلوم الطبيعية، ثم بالأخلاق والسياسة، ثم بما بعد الطبيعة.