تمر، اليوم، الذكرى الـ126 على رحيل جمال الدين الأفغانى، أحد أعلام عصر النهضة المصرية فى القرن التاسع عشر، والذى يعد من أعلام المجددين للفكر الإسلامى، إذ رحل فى 7 مارس عام 1897م، وقد جاء إلى مصر سنة 1870م، فاتجهت إليه أنظار أهل العلم، وزار الأزهر الشريف، واتصل بكثير من الطلبة الذين أقبلوا عليه يتلقون العلوم الرياضية والفلسفية والكلامية.
ولد جمال الدين الأفغانى فى أكتوبر 1838م لأسرة أفغانية، ونشأ فى كابول عاصمة الأفغان، وتعلم فى بداية تلقيه العلم اللغتين العربية والفارسية، ودرس القرآن وشيئًا من العلوم الإسلامية، وعندما بلغ الثامنة عشرة أتم دراسته للعلوم، ثم سافر إلى الهند لدراسة بعض العلوم العصرية.
ويبدو أن الأفغاني من شبابه كان يهوى السفر، وحين عرض عليه أداء الحج لم يتردد ووافق على الفور على السفر إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج وذلك سنة 1857م، ثم عاد إلى أفغانستان وانتظم فى خدمة حكومة الأمير "دوست محمد خان" ورافقه فى حملة حربية لفتح "هراة"، ومع تقلب فصول السياسة، رحل الأفغانى إلى الهند سنة 1869م.
وفى عام 1870م وصل إلى مصر، فاتجهت إليه أنظار أهل العلم، وزار الأزهر الشريف، واتصل بكثير من الطلبة الذين أقبلوا عليه يتلقون العلوم الرياضية والفلسفية والكلامية، لكنه لم يلبث حتى غادر بعدها سافر بعدها إلى الأستانة، ولقى حفاوة بالغة، ولم تمض ستة أشهر حتى جعلته الحكومة عضوا في مجلس المعارف، ثم عاد إلى مصر حين استماله "الخديوى إسماعيل" للإقامة والتدريس بها، لكن معارضته لمظاهر الاستبداد والتدخل الأجنبي أدت إلى نفيه سنة 1876، ولم تخفت حركته الإصلاحية.
ويبدو أن حركته الإصلاحية، التى قادها مع تلميذه الإمام محمد عبده فى باريس وإصدارهما جريدة "العروة الوثقى" كان له مردود سلبى على الدولة العثمانية، فبعدما توفى سنة 1897م، أشيع بأنها مدبرة، وأمرت الحكومة العثمانية بضبط أوراقه ودفنه بلا مراسم جنائزية، ثم نقل جثمانه عام 1944م، فى موكب مهيب إلى أفغانستان، حيث دفن فى "كابل".