استطاع الفنان عبد الفتاح القصرى عبر تاريخه الفنى أن يرسم الابتسامة على وجوه المشاهدين، عبر الأداء العفوي والكوميديا الراقية التى كان يقدمها من خلال الشاشة الصغيرة فى زمن الفن الجميل، و رحل عن عالمنا القصرى يوم 8 مارس من عام 1964م، ولكن بعدما عاش أياما مريرة وقاسية.
ويشير كتاب "أبيض وأسود"، إلى أن البدايات تمثل أملا جميلا ومشرفا، ولكن النهايات تأتى غالبًا محزنة وشديدة القسوة وكأنها تبدل الضحكات بالعبرات، ففى إحدى الليالى بينما كان يجسد أحد أدواره على خشبة المسرح، فوجئ بتلاشى نور عينيه حتى أظلمت الدنيا تماما، فراح يصرخ مفزوعًا، وظنت الجماهير بأن ما يحدث ضمن أحداث المسرحية، وكان تلك الضربة التى أجهزت عليه ودمرت حالته النفسية بصورة خطيرة أدت إلى تصلب الشرايين وفقدان الذاكرة، حتى رحل.
وقد بدأ القصرى مشواره الفنى بالنجاح والتألق، ورغم أنه كان ابنا لعائلة ثرية تعمل فى تجارة الدهب، وكان يسيرا عليها إلحاقه بمدارس فرنسية، فإن حبه للفن تملك منه، ولم يستطع التغلب عليه وقاده إلى فرقة عبد الرحمن رشدى ومكث بها بعض الوقت، ثم ينتقل منها إلى فرقة عزيز عيد مرورًا بفرقة فاطمة رشدى، حتى أعاد اكتشافه نجيب الريحانى واسند لع الأدوار الكوميدية بفرقته وتمكن من الكشف عن قدراته وإمكاناته وسط جيل من العظام، ليرافق زميل عمره الفنان إسماعيل يس.
ويقول الكاتب أشرف بيدس: اشتهر عبد الفتاح القصرى بأدوار السنيد، ولم يقم طوال تاريخيه الفنى بأى بطوله، وإن كان اشتراكه فى أى عمل يمثل إضافة كبيرة فكثير من الأعمال التى شارك فيها لم يبق منها سوى قفشاته وعباراته التى مازالت الجماهير تحفظها عن ظهر قلب.