قال أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، تمثل المشاركة في معرض بولونيا لكتاب الطفل الذي احتفل العام الماضي بإمارة الشارقة ضيف شرف، ترسيخاً للمشروع الحضاري للإمارة القائم على الانطلاق من بوابة الثقافة والكتاب لمد جسور الحوار مع العالم، وهو المشروع الذي تأسس وفق رؤى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة".
وأضاف العامري: "لمعارض كتب الأطفال أهميتها الجوهرية التي تنمي وعي أجيال اليوم وتبني قارئ الغد، ومن هنا نحرص على أن تشمل المشاركات الخارجية للهيئة المعارض العالمية المعنية بغرس ثقافة القراءة لدى الأطفال، في إطار التزامنا في "هيئة الشارقة للكتاب" بتعزيز كل ما يدعم إثراء المحتوى الثقافي ويسهم في تطوير صناعة الكتب المخصصة للأطفال والناشئين".
وختم العامري بقوله: "تجمع المعارض المتخصصة بكتاب الطفل أطراف العملية الإبداعية الذين يشتركون في إنتاج كتب الأطفال، وتمثل فرصة للمؤلف والرسام والناشر والمترجم للخروج بمشاريع محتوى يخاطب الأطفال ويشجعهم على القراءة، ولدينا في الشارقة تجربة راسخة تجعلنا ندرك الأهمية التي تمثلها معارض كتب الطفل من خلال مهرجان الشارقة القرائي للطفل، وسعينا إلى دعوة المزيد من الناشرين والمؤلفين إلى المشاركة فيه والاستفادة من الفرص التي يقدمها لصناع المحتوى المخصص للأطفال".
وخلال مشاركة "هيئة الشارقة للكتاب" قدمت صورة حية لتجربة الإمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة في صناعة كتاب الطفل، خلال مشاركتها في فعاليات الدورة الـ60 من معرض بولونيا لكتاب الطفل 2023.
وسلطت الهيئة في جناحها المشارك الضوء على جهود الإمارة في الارتقاء بالمحتوى الإبداعي المخصص للأطفال والمبادرات التي تتبناها لدعم العاملين في مجال نشر كتاب الطفل من ناشرين ومؤلفين ورسامين على المستويين الإقليمي والعالمي، حيث عرضت إصدارات عدد من المؤسسات الثقافية ودور النشر المحلية، منها إصدارات منشورات القاسمي، ودائرة الثقافة بالشارقة، وملتقى ناشري كتب الأطفال، والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، ومجموعة كلمات.
ويشارك وفد الهيئة برئاسة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، حيث استقبل الوفد زوار جناح الشارقة المشارك، الذي حظي باهتمام ممثلي المؤسسات الثقافية، واطلعوا من خلاله على الإصدارات المعروضة والأعمال المترجمة، وتعرفوا على ما تشهده الثقافة العربية والإماراتية من تنوع في الإنتاج المعرفي والأدبي، وما تشهده صناعة كتب الأطفال من تطور على المستوى جودة المحتوى والطباعة.
وعقد رئيس هيئة الشارقة للكتاب، سلسلة لقاءات واجتماعات، شملت عدداً من مسؤولي معارض الكتب ورؤساء اتحادات ومؤسسات النشر المشاركة، حيث اجتمع العامري مع كارين بانسا، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، وعقد لقاءً مع نيهار مالافيا، الرئيس التنفيذي لـ"بينغوين راندوم هاوس"، ومع المستشار والمدير التنفيذي السابق لـ"بنغوين راندوم هاوس" "ماركوس دول"، إلى جانب سلسلة اجتماعات جمعت العامري مع عدد من رؤساء دور النشر، بينها "ماي أون بووك".
وخلال مشاركتها سلطت الهيئة الضوء على الاستعدادات الجارية لانطلاق الدورة الـ14 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل في مايو المقبل، وقدمت صورة شاملة حول الفعاليات التي تصاحب المهرجان والفرص التي يوفرها للمؤلفين والناشرين والرسامين المتخصصين بكتب الأطفال، بالإضافة إلى مبادرات "الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال".
وعرضت الهيئة مجمل ما تتيحه البنية التحتية لقطاع النشر في الشارقة من فرص للعاملين في هذا القطاع وفي مجال الصناعات الإبداعية، وقدمت شرحاً حول كبرى الفعاليات التي تنظمها الهيئة وتجذب الناشرين وصناع الكتاب من مختلف أنحاء العالم، وتفتح آفاقاً لتحفيز مشاريع الترجمة وتعزيز التبادل بين الثقافات.
واستعرضت الهيئة الجهود التي يقودها معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومؤتمر الناشرين، في سبيل توفير فرصة تبادل شراء حقوق النشر، وعقد صفقات الترجمة، بالإضافة إلى خدمات "المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر" التي حققت جذباً للناشرين من المنطقة العربية والعالم، وغيرها من أشكال الدعم والخدمات التي تقدم لقطاع النشر على مستوى توثيق وحفظ الحقوق الأدبية من خلال "وكالة الشارقة الدولية للحقوق الأدبية".
وقال منصور الحساني، مدير إدارة خدمات الناشرين في هيئة الشارقة للكتاب: "التقينا بالناشرين ومدراء شركات توزيع الكتب في (معرض بولونيا لكتاب الطفل)، وناقشنا معهم ما تنظمه الهيئة من مؤتمرات ومبادرات، لبحث التحديات ووضع الحلول التي تكفل ابتكار آليات فعالة تسهم في الارتقاء بقطاع النشر، واستهدفنا خلال اللقاءات استقطاب أكبر عدد من المشاركين في المعرض للمشاركة في (مؤتمر موزعي الكتب) و(مؤتمر الناشرين)، وغيرها من المنصات والفعاليات التي توفرها الهيئة لخدمة هذا القطاع الحيوي".
يشار إلى أن إمارة الشارقة حلت ضيف شرف الدورة الـ 59 من "معرض بولونيا لكتاب الطفل" في دورة العام الماضي، التي شهدت تنظيم برنامج ثقافي تضمن جلسات حوارية وورش فنية لرسامي كتب الأطفال، ومعرض لرسوم كتب الطفل لفنانين من الإمارات، ويستقطب "بولونيا لكتاب الطفل" كل عام أكثر من 1,400 ناشر.