تمر اليوم الذكرى 59 عاما على رحيل الكاتب الكبير عباس محمود العقاد، الذى ولد فى 28 يونيو عام 1889 بمحافظة أسوان ولقب بالعقاد لأن أجداده كانوا يعملون فى صناعة الحرير، فعرفوا بذلك اللقب "العقاد" الذى يطلق على من يعقد الحرير، ورحل في 12 مارس من سنة 1964.
وتلقى عباس العقاد القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم فى كتاب القرية وعندما بلغ السابعة من عمره ألحقه والده بمدرسة أسوان الابتدائية، وكان عباس يستمع إلى القصص الخيالية من كبار السن ، وكانت هذه القصص سبباً فى تفتح مواهبه الأدبية والشعرية، وتأثر عباس بمجلة" الأستاذ" لعبد الله النديم، وأعجب بها لدرجة أنه اخرج صحيفة" التلميذ" على غرار صحيفة الأستاذ للنديم.
وأتقن عباس الانجليزية، وأخذ يقرأ في الأدب الإنجليزى كثيراً، وفى عام 1903 تخرج فى المدرسة الابتدائية، واستطاع والده فى عام 1904 أن يوظفه بأربعة جنيهات بالقسم المالى بمدينة قنا، ثم انتقل إلى الزقازيق، وأثناء عمله كان هو وبعض زملائه الموظفين يعقدون الندوات الأدبية، وفى عام 1906م ، استقال العقاد من وظيفته وذهب إلى القاهرة والتحق بمدرسة الفنون والصنائع، ثم تركها وعمل بمصلحة البرق، ثم تمكن من العمل فى جريدة الدستور،واستطاع أن يجرى حديثاً صحفياً مع الزعيم سعد زغلول وكان وزير المعارف فى ذلك الوقت فأحدث ضجة صحفية كبيرة.
وفى عام 1911 اشترك فى تحرير جريدة البيان والتقى فيها بكثير من الأدباء والشعراء أمثال طه حسين ، وعبد الرحمن شكرى ، والمازني، وغيرهم.. ثم عمل في جريدة المؤيد، وكان صاحبها فى هذا الوقت أحمد حافظ عوض، وقام بتحرير الصفحة الأدبية فيها ، وفى عام 1914 أثناء فترة عمله بهذه الجريدة قام الخديوى برحلة فى الوجه البحرى ليستعيد شعبيته واصطحب معه أحمد حافظ عوض ليكتب كتاباً عن هذه الرحلة يسميه كتاب الرحلة الذهبى ، وفوجئ العقاد الذى كان ينوب عن أحمد عوض أثناء غيابه بالجريدة بمحاولات لإغرائه بالمال ليشترك فى تحرير هذا الكتاب الذى يشيد بالخديوى، فى حين كان العقاد يهاجم الخديوى فى كتاباته،فغضب لكرامته ، وترك المؤيد إلى غير رجعة، مفضلاً الجوع على النفاق وخرج من عمله بالأوقاف بتدبير من رجال الخديوى.
وفى سنة 1916 اشتغل العقاد بالتدريس فى المدارس الحرة، حتى قامت ثورة 1919 وخلال تلك الفترة عمل العقاد بجريدة الأهرام وأخذ يدافع عن الثورة ورجالها ، فتركت مقالاته أثراً كبيراً فى نفوس المصريين.
وفى عام 1921 نشر كتاب الديوان، الذى أصدره بالاشتراك مع إبراهيم المازنى وهاجم فيه الشاعر أحمد شوقى .
وفى عام 1930 صاح صيحته المشهورة فى مجلس النواب - وكان عضواً به - قائلاً "إن الأمة على استعداد أن تسحق أكبر رأس فى البلاد يخون الدستور ولا يصونه" فاعتبروا قوله خطأ فى الملك فؤاد، وحوكم العقاد عن تلك التهمة وحبس تسعة شهور.
وعرف هو وصديقاه الشاعران المازنى وعبد الرحمن شكرى بأنهم أصحاب مدرسة الديوان، وأصدر العقاد نحو عشرة دواوين من الشعر، منها وحى الأربعين، وهج الظهيرة ، هدية الكروان ، عابر سبيل،عبقرية محمد ، عبقرية المسيح ، عبقرية الصديق ، عبقرية عمر ، عبقرية عثمان ، عبقرية الإمام على ، عبقرية خالد ، الفلسفة القرآنية ، والصهيونية وقضية فلسطين.
وفى عام 1960 كرمته الدولة، وفى عام 1964 رحل عملاق الأدب الكاتب الكبير عباس محمود العقاد عن عمر يناهز 75 عاماً .