تمر اليوم الذكرى الثالثة على رحيل المترجم والناقد الكبير سليمان العطار، إذ رحل عن عالمنا في 13 مارس عام 2020، ويُعد العطار أحد أعلام الدراسات العربية والأندلسية في العالم العربي، حيث تتلمذ على يد أعلام هذا التخصص أمثال عبد الحميد يونس وعبد العزيز الأهواني ومحمود على مكي، وتركز اهتمامه الأكبر بالثقافة الإسبانية وحضارة الإسلام في إسبانيا، ولذلك عمل مُستشارًا ثقافيًا لمصر في أغلب بلدان أمريكا اللاتينية.
والراحل أول من ترجم إلى العربية من الإسبانية مباشرة رواية "مئة عام من العزلة" لجابريل جارسيا ماركيز، وأنهى ترجمتها قبل أن يحصل مؤلفها على جائزة نوبل في الآداب عام 1982، إبان عمل المترجم كمستشار ثقافي لجمهورية مصر العربية لدى مملكة إسبانيا.
عمل العطار أستاذًا بكلية الآداب جامعة القاهرة حتى وفاته عن عمر ناهز الـ75 عامًا، وترك إنتاجًا أكاديميًا مُميزًا، حيث ترك العطار إنتاجا أكاديميا مميزا يجمع بين دراسات الأدب المقارن ودراسات الأدب الشعبي والفلكور والتصوف والأدب الجاهلي، وعلى الرغم من هذا الإنتاج فإن شهرته جاءت من الترجمة حيث تصدى لترجمة رواية الحائز على نوبل الإسباني خوسيه ثيلا "خلية النحل" عام 1989، وتفرغ سنوات حتى أنهى ترجمة رواية "دون كيشوت" للشاعر الإسباني سربانتيس وذلك بعد نجاح ترجمته للرائعة ماركيز "مائة عام من العزلة"، التي اعتبرها أفضل الترجمات العربية للرواية، مؤكدا أن الترجمات الأخرى "أطفأت العمل".
ومن المفارقات أن العطار قدم ترجمته إلى هيئة الكتاب في مصر وتعطلت هناك لعامين وبعد أن حصل ماركيز على نوبل، بدأ المسئولون يبحثون عن عمل لنشره، فوجدوا العمل ملقى في الإدراج لأن أحد عمال الطباعة خاف من نشرها لجرأتها، ليأمر الشاعر المصري الكبير صلاح عبدالصبور، الذي كان رئيسا لهيئة الكتاب آنذاك، فورا بنشرها.