عقدت الإدارة الأكاديمية بمعهد الشارقة للتراث محاضرة للباحث والدكتور صالح هويدى فى متحف بيت النابودة حول التراث الشعبى والتراث الفردي، وذلك ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية فى دورتها العشرين، أدارت المحاضرة الدكتور بسمة وليد كشمولة نائب المدير الأكاديمى والمدقق الداخلى المعتمد فى إدارة التراث الثقافى بالمعهد.
وأكد الدكتور صالح هويدى فى محاضرته على أن التراثان الشعبى والفردى إبداع فى حد ذاتهما، كونهما يتميزان بسمات ومميزات وقيمة وأغراض خاصة تحقق لهما الجانب الإبداعى الفريد، حيث يأتى التراث الشعبى نتيجة الحكمة الجمعية لدى الناس عمومًا، فيما التراث الفردى فهو منتج فردى صادر من شخص واحد، ومن ضمنها الأمثال الشعبية الفردية التى أصبحت لاحقًا ملكية جمعية لا يعرف قائلها الأصلي.
وعقد المحاضر مقارنة موجزة بين الملكية العامة (الجمعية) للتراث الشعبي، والملكية الخاصة (الفردية) لهذا التراث، بما فى النوعين من تعابير جمالية مميزة، واختلاف فى الوظائف والسمات.
واستعرض الدكتور صالح هويدى جوانب وثنائيات متنوعة فى هذين التراثين، من حيث المعلوماتية والمجهولية، والكتابية والشفاهية، والصدقية المتناهية. وفيما يتعلق بقرار نشر هذا التراث لفت إلى أن النص الفردى ينشر بمجرد كتابته والانتهاء منه بقرار فردي، فى حين لا يستقر النص الجمعى ويصبح مشروعًا إلاّ بعد أن يؤدى وظيفته فى التعبير عن ذائقة الشعب وظروفه الاجتماعية واحتياجاته النفسية.
وتحدث الدكتور صالح هويدى عن النوازع والظروف الاجتماعية التى تخضع لها متغيرات النص السردى الفردي، ومنها نوازع فردية وفكرية تدفع الناشر لخطوته التالية، فى حين يخضع النص الشعبى الجمعى لتطورات العصر والفكر والظروف الاجتماعي، موضحاً بأن النص الفردى يعتمد فى الإيصال على الكتابة، ويتلقى من قبل القارئ عن طريق العين القارئة، فى حين يعتمد النص الشعبى الجمعى على المشافهة ويتلقاه المتلقى عن طريق الأذن السامعة، أو عن طريق الرواية والراوى الذى يبثه للجمهور.
كما تطرق المحاضر إلى واحدية البث وجدلية البث والاستقبال، ففى النص الفردى يسير البث فى اتجاه واحد من العالم أو الكاتب إلى القارئ، فى حين يسير بث الرواية الشفهية والخطاب فى اتجاهين متفاعلين ما بين الباث والمستقبل.
واختتم الدكتور صالح هويدى محاضرته بعرض طائفة من نماذج الأمثال الشعبية من دول مختلفة ومنها العراق ودول أخرى، حيث ناقش كل مثل ودلالاته وخلفياته ومجالات التشابه والافتراق بينه وبين أمثال أخرى قريبة.