تمر اليوم ذكرى اغتيال يوليوس قيصر أشهر حاكم فى روما القديمة، وذلك يوم 15 مارس سنة 44 ق.م، واسمه جايوس يوليوس قيصر ولد عام 13 يوليو فى سنة 100 ق.م وهو أول من أطلق على نفسه لقب إمبراطور وتولى الحكم (29 أكتوبر 49 ق.م).
ولد يوليوس قيصر في عائلة عريقة من الأشراف الرومان، عايش في مرحلة مراهقته عهد الحرمان (الحرمان من حماية القانون) الذي فرضه ماريوس صهر أبيه، كما عايش عهد ديكتاتورية سولا وأوائل عهد بومبي، ويعتبر يوليوس قيصر من أبرز الشخصيات العسكرية في التاريخ وسبب ثورة تحويل روما من جمهورية إالى امبراطورية.
كان يوليوس قيصر منذ صغره محباَ للعلم حيث درس في اليونان العديد من العلوم، إذ كانت اليونان مركز العلوم في ذلك الحين وكان أبناء أثرياء روما يرسلون إاليها للتعلم ثم التدرج في العمل السياسي أو ما شابه.
انضم قيصر إلى المعترك السياسي منذ بداياته حيث كانت عائلة قيصر معادية بصورة تقليدية لحكم الأقلية المتمثل بمجموعة من الأعضاء النبلاء في مجلس الشيوخ، وجاء قيصر ليتبع هذا التقليد.
أودعه سولا بالسجن لفترة قصيرة لكنه تمكن من المحافظة على علاقات طيبة مع النبلاء لعشر سنوات بعد إطلاق سراحه، وانضم إلى صفوف الجيش الروماني كضابط ومحاسب تابع للحكومة الرومانية إلى أن قاد جيشه الخاص المعروف كأكثر جيوش روما انضباطاً على الإطلاق.
ووقف قيصر إلى جانب بومبي مؤيداَ له بصورة صريحة عام 71 ق.م، وشكل قيصر وبومبي وكراسوس أول حكومة ثلاثية، خلال السنوات التسع التي تلت انشغل قيصر بقيادة حملاته في بقاع مختلفة من العالم شملت توسعة نفوذ روما إلى كل من بلاد الغال (فرنسا) وسوريا ومصر وغيرها، حيث كانت معظم حملاته ناجحة إلى حد مثير حيث عين حاكما لإسبانيا البعيدة ليتم انتخابه قنصلاَ، ونصب بعد ذلك حاكماَ على بلاد الغال، وكانت تلك مهمة شغلته لتسعة سنوات كان خلالها تاركاَ لبومبي وكراسوس أمر حماية مصالحه في روما، إلا أنه كانت هناك خلافات كثيرة بينهم عند هذا الوقت جعلتهم يعقدون لقاءَ فيما بينهم في لوكا عام 56 ق.م. في محاولة لحل تلك الخلافات. عين بومبي قنصلاَ وحيداَ عام 52 ق.م. بعد موت كراسوس الأمر الذي نتج عنه حرب أهلية وهزيمة لجيش بومبي في إسبانيا عام 45 ق.م ثم عاد قيصر بعد ذلك إالى روما ليكون حاكمها الدكتاتوري المطلق. حيث عآد بعد انتصار عظيم على بومباي ومجلس الشيوخ الذي كان جيشهم اضعاف جيش قيصر ولكن حكمة قيصر وخبرته العسكرية. جعلت الامور في صالحه.
ترجع أحداث اغتيال امبراطور الرومان قيصر إلى شهر مارس من عام 44 ق.م, وقد سجلها المؤرخ اليوناني بلوتارخ، هذه الحادثة اشترك فيها أقرب الناس إلى قلب الامبراطور "بروتوس" حيث لم يكن أي شعور معاد نحو قيصر وانما كانت حجته الوحيدة هو شدة حبه لبلاده ويعترف أمام الجماهير الحاشدة حول جسد قيصر المطعون "لقد قتلت قيصر ليس لقلَة حبي له، بل لأني أحب روما أكثر" بينما كان الطرف الآخر المسؤول عن مقتل قيصر "كاسيوس" من أشد الناس الذين يمقتون قيصر ويحسدونه.