التاريخ المصرى القديم مليء بالحكايات والأسرار التي لا تكشفها إلا القطع الأثرية القديمة والتي يتم العثور عليها ما بين الحين والآخر، لأنه من الصعب أن يرصد أحد تلك التفاصيل التي تمتد على مدار قرون طويلة سجلت بعضها على جدران المعابد في زمن الكتابة المصرية القديمة وأخرى لم تسجل بعد، ولكن تكشفها كنوز أثرية تخرج من باطن الأرض.
وبسبب ذلك نستعرض تاريخ الحضارة القديمة من خلال سلسلة متتالية لاستعراض ذلك التاريخ القديم، عبر موسوعة "مصر القديمة" لسليم حسن، نتحدث عن الملك سخم رع خوتاوي-أمنمحات سبك حتب".
ويقول الدكتور سليم حسن فى موسوعته: لم تصل إلى أيدينا معلومات وثيقة عن حال نهاية حكم الملكة "سبك نفرو رع"، آخرة ملوك الأسرة الثانية عشرة، ويظن بعض المؤرخين أنها لا بد قد تزوجَت الملك "سخم رع خوتاوي" (أمنمحات سبك حتب)، وأنه بزواجه منها أصبح ملكًا شرعيًّا، ولكن ليس لدينا ما يدعم ذلك الزعم، فمن الجائز أن هذا الفرعون قد اغتصب المُلك منها، وبخاصة إذا علمنا أن حكم النساء لم يكن مرغوبًا فيه في كل عصور التاريخ المصري، هذا إلى أنه انتحل لنفسه اسم "أمنمحات سبك حتب"؛ تيمنًا بهذا الاسم الذي كان يحمله أولئك الملوك العظام الذين حكموا البلاد في عهد الأسرة الثانية عشرة؛ وذلك ليخفي اغتصابه للملك، وليكون خليفة للفرعون «أمنمحات الرابع» آخر ملوك الأسرة الثانية عشرة من الذكور.
وقد حكم "أمنمحات سبك حتب" البلاد المصرية ما لا يقل عن أربع سنوات، وخلَّف وراءه آثارًا عدة في طول البلاد وعرضها؛ مما يدل على أنه كان مسيطرًا على القطر كله. وقد ذكر جرفث: أن هذا الفرعون كان يسيطر على الإمبراطورية التي أقامها سنوسرت الثالث"، أي من الدلتا حتى قلعة "سمنة"، وكذلك عثر له على تمثال في "سمنة" وآخَر في "كرمه"، هذا إلى أنه استمر في تدوين مقاييس النيل في السنين الأربع الأولى من حكمه في "قمة" و"سمنة".
وعثر له في الدير البحري على حجر منقوش عليه اسمه، يظن أنه من عتب باب، وذلك مما يدل على أنه أقام بعض مبانٍ في المعبد الذي شيدة ملوك الأسرة الحادية عشرة.
وفي كاهون القريبة من الفيوم عُثِر على بردية دون فيها قائمة بأسماء أسرة كبيرة، وذكر فيها السنة الأولى والثانية من حكم هذا الفرعون، وقد جاءت إشارة في هذه البردية إلى تعداد سابق عمل في السنة الأربعين من حكم الملك "أمنمحات الثالث"، وفي تل بسطة عثر له على جزء من بوابة وقطعة أخرى، وأخيرًا عثر له على بعض أسطوانات محفوظ بعضها بالمتحف البريطاني ومتحف اللوفر.