كان المصريون القدماء يهتمون برعاية موتاهم للحفاظ على جثامينهم من التلف فبنوا العديد من المقابر، والتى لم تكن مجرد مكان للدفن، لكنها كانت كقصور أبدية ينعم فيها الميت بحياة جيدة عندما تعود له الروح مرة أخرى فى العالم الآخر، ومن بين المقابر المميزة مقبرة بنيوت.
كان بنيوت مسئولًا مهما فى عهد أحد ملوك الأسرة العشرين رمسيس السادس "نحو 1143 – 1136ق.م"، وعلى الرغم من أن مقبرته حاليًا فى عمدا الجديدة، إلا أنها كانت تقع فى الأصل على بعد 25 كم غربًا فى عنيبة، وبسبب زخارفها الجميلة وقيمتها التاريخية العظيمة، تم إنقاذها من ارتفاع منسوب مياه بحيرة ناصر عام 1964، بصفته نائب "الواوات" وهو الاسم المصرى القديم للنوبة السفلى، لعب بنيوت دورًا رئيسيًا فى النوبة، كما كان مشرفًا على معبد حورس بعنيبة، بينما كانت زوجته تاخا مغنية.
تعكس مقبرته الجميلة مكانته المهمة، والتى يبرزها الجدار الشرقي على اليمين، حيث تم تصوير الملك وهو شرف عظيم للغاية، يظهر هذا المنظر، الذي لم يتم الحفاظ عليه بشكل جيد للأسف، بنيوت وهو يكافأ من قبل رمسيس السادس "تم تدمير الشكل" كما يظهر في النص المصاحب، أنه كلف بنيوت بإقامة تمثال له، وفي نقش آخر ورد ذكر معبد رمسيس الثاني في الدر.
في بقية مناظر المقبرة، يمكن رؤية بنيوت وهو يتقرب إلى العديد من المعبودات، وهناك العديد من المشاهد من كتاب الموتى، وهدفهم هو التأكيد على أن بنيوت وتاخا يعيشون حياة سعيدة في العالم الآخر. نجد تجويفا في وسط الجدار الشمالي يحتوي على ثلاثة تماثيل منحوتة في الصخر، وسطها معبودة أنثى برأس بقرة.