تتجمل القاهرةوتتزين بعد منتصف الليل وسط هدوء صاخب ينتاب المدينة المزدحمة نهارا إذ يخلو سكان القاهرة إلى مزاجهم فيخرجون فى الإجازات والأعياد، بينما يرى الكتاب والشعراء والفنانون القاهرة بعد منتصف الليل جذوة نار الإلهام وفوهة الإبداع وملتقى السهر والمتعة وهنا نتعرف على كيف رأى الكتاب القاهرة بعد منتصف الليل.
إبراهيم عبد المجيد
يقول الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد فى رواية هنا القاهرة عن ليل المدينة الصاخبة وتحديدا عن ميدان العتبة بعد منتصف الليل: "مشينا، صمت يملأ الميدان، الساعة الآن الواحدة بعد منتصف الليل، لا أحد فى الطرقات، عربات اليد الكثيرى التى رأيتها من قبل وحدها بلا أصحابها مغطاة بالمشمع فوق ما تبقى عليها من بضائع هي فى أغلبها ملابس أو أحذية كما رأيتها وملفوفة بالحبال كيف يتركها أصحابها بلا خوف من سرقتها؟ لا أعرف، على الأرض بقايا متفرقة من أكياس صغيرة، وورق وعلب سجائر فارغة، رحنا نمشى مسرعين علنا نلحق بآخر مترو أو أوتوبيس كما قال من محطة رمسيس يكون سائقه مجنونا فيعمل بعد الساعة الواحدة".
ويقول فى موضع آخر: "محلات الملابس حولي رائعة ورائحة البارفان لا تنقطع، الفتيات مرتديات الميكروجيب أو الجونلات والفساتين القصيرة أو الفساتين الشانيل ويعلقن على أكتافهن حقائب جميلة ويسرعن، شعر النساء هنا يحتاج بحرا يهب منه الهواء ليطيره لأراه يرفرف".
رافائيل كورماك
قدم الكاتب البريطاني رافائيل كورماك صورة متكاملة عن واقع صناعة الترفيه فى القاهرة خلال النصف الأول من القرن العشرين بالتركيز على منتصف الليل وما بعده فى العاصمة حيث ازدهرت الملاهي الليلية وأماكن السهر فى كتابة" القاهرة منتصف الليل" الصادر عن دار الساقى.
وألقى كورماك الضوء على قاهرة تنبعث فى جنباتها حياة أخرى بعد دقات الساعة الثانية عشرة متنقلا بين عماد الدين والملاهى الليلية وسط البلد وباراتها ملقيا الضوء على هذا العالم الغني الذى تصعد فيه المطربات ويتنافسن على الأضواء والشهرة.