الموت مقدر، لا يمكن أن نقول غير ذلك، لكن أحيانا تكون النهايات مدعاة للتأمل، كتاب كبار ومبدعون كانت نهايتهم فى حوادث سير، ماتوا فجأة بينما كانت الأفكار لا تزال تحلق فى عقولهم.
ألبير كامو
مات الكاتب الشهير ألبير كامو صاحب رواية "الغريب" فى 4 يناير من عام 1960، وكانت نهاية "كامو" فى حادث سير، لكن التأويلات لا تزال مستمرة فى تفسير موته البعض يراه انتحر وقليلون يؤكدون مقتله.
ربما قصة مقتل ألبير كامو غير مؤكدة أو غير ثابتة لكن البعض يذهب إلى أن النهاية كانت نتيجة لحادث مدبر من قبل السوفييت، الذين لم يحبوا الكاتب الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1957.
أما الذين رجحوا فكرة الانتحار فاعتمدوا على أن الفيلسوف والروائى العبثى ألبير كامو كان يرى عدم وجود معنى للحياة، وبالتالى عدم وجود جدوى لكل ما يفعله الإنسان من عملٍ أو مجهود، فكل ذلك فى رأيه كان سيضيع سدىً بما أن نهاية البشر فى الأخير هى العودة من جديد إلى العدم أو اللاشىء.
رولان بارت
في يوم 25 فبراير 1980، كان الفيلسوف والناقد الفرنسى رولان بارت مواليد 1915 يجتاز الشارع في الحي اللاتيني متوجِّها إلى مؤسسة كوليج دو فرانس، ليس بهدف إلقاء محاضرة، بل معاينة الاستعدادات التقنية والتفاصيل اللوجيستيكية بخصوص محاضرته المقبلة، التي سيتحدث في إطارها عن موضوعي "مارسيل بروست" .
ولى بعد أمتار قليلة من بوَّابة كوليج دو فرانس، تقف عند الرصيف سيارة تحمل لوحة مسجَّلة في بلجيكا، ما أثَّر على وضوح الرؤية، يتقدم مع ذلك، فجأة وقعت الحادثة الشهيرة، لم تكن الشاحنة مسرعة جدا، غير أن الاصطدام بدا عنيفا جدا. ارتمى بارت أرضا فاقدا للإدراك، ينزف من أنفه.
حضرت الإسعاف والشرطة، ولم تتم بداية تحديد هوية بارت، بحيث اعتقد بعض المتحلِّقين حول جثة الشخص المصاب أنه ميشيل فوكو، بينما رجحت شهادات أخرى هوية روبير موزي، أستاذ في جامعة السوربون وصديق قريب من رولان بارت. أخيرا، تجلت حقيقة الضحية.