حكايات وأسرار يكشفها المصرى القديم عبر حضارته العظيمة التى تبلغ آلاف السنين، ومازالت تبهر العالم حتى الآن، فبين الحين والآخر يتم حل لغز من ألغاز تلك التاريخ الممتد على مدار قرون عدة سجلت بعضها على جدران المعابد فى زمن الكتابة المصرية القديمة وأخرى لم تسجل بعد، لكن تكشفها كنوز أثرية تخرج من باطن الأرض.
بالطبع جميعنا نعلم أن مؤسس الأسرة الأولى هو الملك مينا، لكن ما لا يعرفه الكثير أن هناك ملوك كثيرة حكمت تلك الأسرة أيضا، يبلغ عددهم سبعة، واستمروا نحو 200 سنة" فهناك ملك يدعى "عجا"، ثم يأتى من بعده الملك "زر" و"زت" فالملك "دن حسبتى" أو "ودمو" ثم "عزايب" و"سمرخت سمنبتاح" ثم الملك "قع".
وكان أول ملك له أهمية عثر عليه بعد الفرعون مينا هو "زر" ويقرأ اسمه "خنت" أيضًا، وقد عثر على قبره في "العرابة" المدفونة بالقرب من باقي مقابر ملوك الأسرة الأولى، أما الملك "زت"، فيمتاز عصره حسب موسوعة مصر القديمة للدكتور سليم حسن، بالتقدم الفني الذي نشاهده في الأشياء التي عثر عليها في حكمه، ومن المدهش أنه عثر على اسم هذا الفرعون منقوشًا على صخرة في الصحراء الغربية بالقرب من مدينة إدفو.
أما الملك "ودمو" الذي كان يسمى أيضًا "دن"، وهو الذي قام بحملة ضد القبائل الرحل في شبه جزيرة سينا لمعاقبة قطاع الطرق الذين كانوا يغيرون على سكان الدلتا الغربية، والظاهر أنه أول ملك فكر في تنظيم مياه النيل وفيضانه في منطقة الفيوم.
وتولى عرش الملك بعد "ودمو" ابنه "عزايب"، ولسنا نعرف السبب الذي من أجله محا الفرعون "سمرخت" اسميهما حيثما وجدا، وقد ظن البعض أنه كان مغتصبًا للملك، ولكنا من جهة أخرى وجدنا أن اسم "سمرخت" نفسه قد محاه خلفه الفرعون "قع" وفي الوقت نفسه احترم اسم "عزايب" ولم يمحه، ولذلك يرجح أن "سمرخت" كان هو المغتصب، ولهذا السبب قد أغفل اسمه في قائمة ملوك سقارة، ولما كانت معظم آثار الفرعون "عزايب" قد محيت، فإن معظم تاريخه بقي مجهولًا لنا تقريبًا، اللهم إلا بعض نتف حفظها لنا حجر بلرم، أهمها انتصاراته على قوم يسمون "أيونتيو".
أما الملك "سمرخت" فأهم ما نعرفه عنه أنه احتفل بالعيد "سد" الثلاثيني، وقام بحملة إلى وادي مغارة في شبه جزيرة سينا، وقد بقيت ذكرى هذه البعثة محفوظة إلى الآن في النقوش التي تركها هذا الفرعون في هذه الجهة وتعد أقدم نقش في هذه المنطقة، وآخر ملوك هذه الأسرة الفرعون "قع" ولا نعرف عنه شيئًا سوى أنه احتفل بالعيد الثلاثيني لحكمه.