حكايات وأسرار يكشفها المصرى القديم عبر حضارته العظيمة التى تبلغ آلاف السنين، وما زالت تبهر العالم حتى الآن، فبين الحين والآخر يتم حل لغز من ألغاز تلك التاريخ الممتد على مدار قرون عدة سجلت بعضها على جدران المعابد فى زمن الكتابة المصرية القديمة وأخرى لم تسجل بعد، ولكن تكشفها كنوز أثرية تخرج من باطن الأرض.
وحكايتنا اليوم مع ملوك الأسرة الثانية، إذ كان أول من حكموا تلك الأسرة هو الملك "حتب سخموي"، وقد عثر له على تمثال راكع من الجرانيت مكتوب على كتفه أسماء ثلاثة ملوك، وفي عهده حدث انفجار أرضي في جهة تل بسطة مات بسببه خلق كثير، ومن المحتمل أنه زلزال وقع هناك لقرب المكان من منطقة أبي زعبل البركانية.
وخلفه على العرش الملك "نب- رع (كاكاو)"، والظاهر أنه دفن في سقارة، إذ عثر على أختام له تشير إلى ذلك، وقد ذكر المؤرخ المصري "مانيتون" أن "كاكاو" هذا قد دعا إلى عبادة العجل "أبيس" في منف والعجل "منفيس" في عين شمس، وعبادة الكبش في منديس.
وخلف هذا الملك على عرش مصر الفرعون "نتر- إن"، وقد عثر لهذا الفرعون على بعض آثار قليلة منها إناء للملك "نب-رع" أخذه "نتر-إن" لنفسه لغسيله اليومي، وقد عثر في منطقة الجيزة على مقبرة كبيرة وجد فيها خمسة أنواع مختلفة من الأختام لهذا الملك، وفي عام 1938 عثرت مصلحة الآثار على جبانة تحت الأرض في سقارة يرجع تاريخها إلى الأسرة الثانية، وقد عثر فيها على بعض أوان عليها سدادات مختومة باسم هذا الملك، وقد ذكر اسمه كذلك على حجر بلرم، ونستخلص من النقوش أنه حكم أكثر من 35 عامًا من غير شك، وقد ذكر "مانيتون" أن هذا الفرعون أمر بأن الملك يمكن أن تتولاه أنثى، وربما كان ذلك من العادات التي كانت مندثرة ثم أعيدت ثانية.
وفي عهد خلفه "بر- إب- سن" حدث انقلاب عظيم، وذلك أنه أعاد عاصمة الملك ثانية إلى "العرابة"، وغير اسمه الحوري الذي كان يعد أقدم لقب للفرعون، إلى اسم الإله "ست"، وهذا الحادث فريد في التاريخ المصري.
وآخر من حكم تلك الأسرة هو الملك "خع- سخموي" ولم يبقَ من آثاره إلا بعض أختام، وهي التي بها أمكننا أن نعرف سياسته الدينية، حسب ما ذكر الدكتور سليم حسن فى موسوعة مصر القديمة، ومعنى اسمه "الاثنان القويان"، أي الإله "حور" والإله "ست" رمز لتاج مصر المزدوج، ومعنى ذلك أن الفرعون "بر-إب-سن" قد غير اسمه الحوري باسم «ست» ولكن الفرعون «خع-سخموي»، رجع إلى السياسة الحورية دون أن يتخلى عن سياسة "ست".