"من العارفات الكبار، لم يكن فِي زمانها فِي النِّسَاء مثلهَا" هكذا وصف أبو عبدالرحمن السلمى، المتصوفة والزاهدة المسلمة فاطمة النيسابورية، وهى أحد أعلام التصوف السني، كانت من قدماء نساء خراسان.
ولعل شهرة السيدة فاطمة النيسابورية تأتي من نسبها فهى ابنة أحد أمراء خراسان، ولدت فى قصر حيث الخدم والجوارى، لتكون أميرة متوجة على كل ذلك إلا أنها اعتزلت كل ذلك لتكون عالمة في الدين ومتصوفة.
كان والدها حكيمًا متدينًا أحسن تربيتها وتعليمها، فكان له بالغ الأثر فى تدينها واهتمامها بأمور دينها وبلغت مبلغا كبيرا من حفظ القران والأحاديث الشريفة، كل هذا كل حين تبلغ سن الزواج لا تفكر فى أصحاب المال والنفوذ خاصة وأنها بنت الأمراء، لكنها لم يكن يشغلها إلا سلوك مسالك العارفين والاستزادة من العلوم الشرعية، في تلك الآونة ذاع صيت عالم ورع متصوف اسمه أحمد بن خضروية البلخي، فإذا بها تطلبه للزواج.
يقول عنها أبو يزيد البسطامي: “ما رأيت في عمري إلا رجلاً وامرأة، أما المرأة فهي فاطمة النيسابورية، ما أخبرتها عن مقام من المقامات؛ إلا كان لها الخبر عيانا”، والمقام هو الطريق أو المسلك الذي يصل العابد بربه، كان من تلامذتها النجباء العالم المتصوف ذو النون المصري الذي التقاها في بيت المقدس وسألها العظة فقالت: “الزم الصدق وجاهد نفسك في أفعالك”.
رحيل الزاهدة رحل جسدها في سلام عام 223هـ أثناء أدائها العمرة، تقول الروايات إن العمر امتد بفاطمة النيسابورية إلى السبعين وفي أخرى إلى الثمانين، وأن اختلفت الروايات في عمرها.