هناك ظلال من عدم اليقين حول تطور رئيسي فى تاريخ البشرية وهو الكتابة حيث تقول لويز بريك أخصائية التاريخ القديم بجامعة سيدني: "كان من الممكن اختراع الكتابة مرات عديدة في أماكن مختلفة".
لكنها تقول إن التاريخ يشير إلى مكان واحد فوق الآخرين حيث تؤكد ن أقرب دليل على ذلك يأتي من بلاد ما بين النهرين القديمة أي ما يعنى تقريبًا العراق الحديث وفقا لموقع أيه بى سى الاسترالي.
بدأت الكتابة تظهر في مكان ما ببلاد ما بين النهرين عام 3500 قبل الميلاد ثم حوالي 2900 قبل الميلاد تطورت إلى أبجدية، وهنا تقول لويز بريك: "هذا هو المكان الذي نبدأ فيه برؤية النص المسماري وهو أقدم شكل معروف للكتابة".
وتضيف: "الكتابة المسمارية هي أساسًا لغة الاتصال الرئيسية في الشرق الأدنى القديم منذ حوالي 3000 عام."
تقول لويز بريك إن هذا التاريخ وهو عام 2900 قبل الميلاد شهد الانتقال من الصور التي يمكن التعرف عليها إلى شيء أقرب إلى الأبجدية ، ويتضمن "علامات يمكن أن تمثل أشياء متعددة".
وتتابع: "تحتاج إلى بعض الفهم للكتابة القديمة حتى تتمكن من فك رموزها وهناك المئات والمئات من العلامات والرموز، لذلك من الصعب جدًا تعلمها".
وحوالي 2300 قبل الميلاد ظهر أول كاتب معروف وكانت امرأة وهى مؤلفة اسمها "إنهيدوانا".
تقول لويز بريك إن اسمها يعني "زخرفة السماء" وكانت أميرة وكاهنة إله القمر في بلاد ما بين النهرين القديمة وهى أول كاتبة مسجلة معروفة.
اعتبرت كل من الكتابة والحرف اليدوية والنسيج وصنع البيرة "مهارة فكرية دقيقة" ونوع من الحكمة وكانت جميعها مرتبطة في الأصل بالنساء في بلاد ما بين النهرين القديمة.
تقول بريك: "غالبًا ما تركز التقاليد الكتابية في الثقافة الغربية بشكل كبير على الكتاب الذكور ، وأشخاص مثل هسيود وما إلى ذلك. ولكن في تقاليد الكتبة القديمة في بلاد ما بين النهرين هناك تأثير كبير من النساء الملكيات والممارسين الدينيين الملكيين".