سلطت الحلقة الثالثة من مسلسل رسالة الإمام الضوء على اهتمام الإمام الشافعى بجمع تراث الإمام الليث بن سعد، مع بداية وصوله إلى أرض الفسطاط، مصر، عام 198 هجرية 814 ميلادية.. فمن هو الليث بن سعد؟ وماذا نعرف عنه؟.
الليث بن سعد هو شيخ الإسلام الإمام الحافظ العالم أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن بن عقبة الفهمي القلقشندي (94 هـ/713 م – 175 هـ/791 م) فقيه ومحدث وإمام أهل مصر في زمانه، وصاحب أحد المذاهب الإسلامية المندثرة.
وُلد الليث بن سعد في قرية قلقشندة فى محافظة القليوبية فى دلتا مصر، وهو من أسرة أصلها فارسي من أصبهان. وقد جاء عنه في كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي: الليث بن سعد، ابن عبد الرحمن، الإمام الحافظ شيخ الإسلام، وعالم الديار المصرية أبو الحارث الفهمي مولى خالد بن ثابت بن ظاعن . وأهل بيته يقولون : نحن من الفرس، من أهل أصبهان. ولا منافاة بين القولين.
وكان الليث – رحمه الله – فقيه مصر، ومحدثها، ومحتشمها، ورئيسها، ومن يفتخر بوجوده الإقليم، بحيث إن متولي مصر وقاضيها وناظرها، من تحت أوامره، ويرجعون إلى رأيه، ومشورته، ولقد أراده المنصور على أن ينوب له على الإقليم، فاستعفى من ذلك.
نشأ الليث بن سعد طالبًا للعلم، حريصًا على أن يتلقاه من الشيوخ والعلماء، فطاف البلاد كثيرًا لأجل هذا الأمر. وتلقى الليث العلم عن كبار شيوخه في مصر، مثل يزيد بن أبي حبيب وجعفر بن ربيعة وغيرهما من المصريين، ومن غير المصريين أمثال نافع المدني، وعطاء بن أبي رباح وابن شهاب الزهري وسعيد المقبري وابن أبي مليكة وأبو الزبير المكي وعقيل ويحيى بن سعيد وغيرهم.
أما عن روايته للحديث وآراء السلف فيه، فقال فيه الكثير من كبار العلماء والفقهاء عن نبوغه وكثرة علمه وفقهه؛ فقال الشافعي: الليث بن سعد أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به. وقال الفضل بن زياد: قال أحمد: ليث كثير العلم، صحيح الحديث.
وقال ابن بكير: كان الليث فقيه البدن عربي اللسان يحسن القرآن والنحو ويحفظ الحديث والشعر حسن المذاكرة. ثم أضاف "لم أر مثل الليث"، وروى عبد الملك بن يحيى بن بكير عن أبيه قال "ما رأيت أحدا أكمل من الليث".