فى الحلقة الرابعة من مسلسل سره الباتع، الذى يعرض خلال شهر رمضان الكريم، من إخراج خالد يوسف، ومن بطولة الفنان أحمد السعدنى، والفنان أحمد فهمى، استقر نابليون بونابرت فى مصر بعد أن قضى على المماليك، ومن هنا نستعرض أبرز ما قاله نابليون عن مصر من خلال كتاب مذكرات نابليون الحملة على مصر.
بدأ نابليون إملاء مذكراته على رفقائه وأعاد قراءتها وصححها بنفسه، وتتيح هذه المذكرات - على الرغم من مرور أكثر من مئتى عام على الحملة على مصر - للمؤرخ إعادة النظر فى تاريخ الحملة، كما تبرز عناصر شخصية بونابرت المركبة.
فقد ذكر فى مذكراته أن أجمل أيام حياته قضاها فى مصر، حيث بدأ التدريب على مهنة رئيس الدولة، وكان له مطلق الحرية من قبل حكومة الإدارة بفرنسا، وقد احترم الإسلام دين البلد، وشكّل ديواناً من أهالى البلاد، كما درس نابليون التاريخ الإسلامى والإسلام، وكتب أقصوصة "قناع الرسول" فى عام 1788، وربما يكون قد استلهمها من كتاب «تاريخ العرب في عهد الخلفاء» للأب ماريني فرنسوا أوجيه (1698)، وربما يكون قد اطلع على موسوعة "المكتبة الشرقية"، للكاتب برتيليمي د. هيربيلوا، علاوة على قراءة ترجمة القرآن.
يقول في كتابه عن تدين أهل مصر: "كانت الأفكار الدينية - دائماً ومنذ الأزل - مهيمنة عند أهل مصر، ولم يستطع الفرس الإقامة فيها لأن المجوس أرادوا عبادة آلهتهم وطرد إله النيل، فقامت المنافسة على الأصنام والشعائر والكهنة بين الشعبين، مما جعلهما أعداء متشددين لا شيء يقدر على التوفيق بينهما. ثار المصريون دائماً على هزيمتهم أمام أسلحة الفرس، ولكن عندما اقترب الإسكندر الأكبر من حدودهم أسرعوا لاستقبال القائد العظيم الذي سيحررهم...كان من السهل التأثير على المصريين في كل العصور باسم الأرباب، سواء أكان الحديث الموجه إليهم عن العجل أبيس، أم عن أوزيريس، أم عن محمد".