من القبور التى لا يزال عليها الكثير من الجدل، هو قبر الصحابى محمد ابن أبى بكر، والى مصر، ونجل الصحابى الجليل أبى بكر الصديق، وشقيق أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، حيث اختلف المؤرخون حول موقع دفنه الحقيقى بين منطقة مصر القديمة أو ميت دمسيس بالدقهلية، والتى يوجد بها مسجدا يعرف باسم "المسجد الصغير" يعتقد أنه يضم رفات الصحابى الراحل.
روى ابن عثمان فى كتابه أنه لما قُتل ابن أبى بكر أحرق بالنار، ودُفن فى الموضع الذى قُتل فيه، وبعد سنة جاء غلامه وكان يدعى "زمام" فحفر عليه، فلم يجد سوى رأسه، فدفنه فى موضع بُنى عليه مسجد عرف باسم مسجد محمد الصغير فى منطقة مصر القديمة. ويقال إن الرأس فى قبلة المسجد، ويقال إن مرقد الإمام محمد الصغير كما يلقبه المصريون يقع قريبا من مرقد عمرو بن العاص.
وقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنَّ سيدنا محمد بن أبي بكر الصديق «رضي الله عنه»، كان أول من حُز رأسه في الإسلام حينما جاء واليًا على مصر بتكليف من علي بن أبي طالب، بتهمة قتل عثمان بن عفان، الذي كان بريئا منها، وكان له حينئذ خادم له اسمه "زمام"، ووجد رأسه وجثمانه وحاول أن يدفنه ويبني عليه مسجد وسمي بالمسجد الصغير، مستشهدا بما ذكرته العالمة المصرية سعاد ماهر بأنَّ المسجد الصغير هو مسجد محمد بن أبي بكر وهو بمصر القديمة، وقيل أيضًا أنه دُفن بالدقهلية بمسجد هناك أيضًا في ميت دمسيس تحديدًا.
وتقول الدكتورة سعاد ماهر في كتابها "مصر وأوليائها الصالحين" يقع هذا المسجد- مسجد محمد الصغير - في مصر القديمة، بشارع باب الوداع، قريباً من الباب عن يسرة السالك نحو الشرق إلى باب الوداع، وبجوار قبر منهدم يعرف بالكردي، ويعرف الجامع باسم (محمد الصغير) كما كان يعرف باسم (زمام)، وذلك أنّه بعد مضيّ مدّة من قتله أتى زمام مولى محمد بن أبي بكر إلى الموضع الذي دُفن فيه، وحفر، فلم يجد سوى الرأس، فأخذه ومضى به إلى المسجد المعروف اليوم بمسجد زمام، فدفنه فيه وبنى عليه المسجد. ويقال إنّ الرأس مدفون في القبلة، وبه سمِّى مسجد زمام.