نشر الناقد التشكيلى صلاح بيصارلوحة "السقا" بالزيت على قماش للفنان الحسين فوزى "1905-1999"، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، بمناسبة شهر رمضان الكريم.
يشار إلى أن الحسين فوزى، واحدا من رواد الجيل الثانى فى الحركة الفنية المصرية المعاصرة، حيث أسهم فى تشكيل كثير من ملامح الحركة بعد تخرجه من مدرسة الفنون الجميلة عام 1928واستكمال دراسته لفنون التصوير الزيتى والحفر والطباعة والفنون الزخرفية فى باريس أثناء بعثته الفنية هناك، تولى منصب أستاذ الحفر فى كلية الفنون الجميلة عام 1934، ومنذ ذلك التاريخ بدأ يمهد لتيار قوى فى فن الحفر المصرى المعاصر أدى بدوره لفتح آفاق من التعبير لمن جاء بعده من أجيال.
وقال عنه الدكتور الفنان أحمد نوار، تميزت أعمال الحسين فوزى فى الأربعينيات بالاتجاه نحو الموضوع الذى يتناول العادات والتقاليد الشعبية فى المجتمع المصرى فصور الناس بواقعهم العادى البسيط ولا تخلو أعماله فى هذه المرحلة من تأثير المعالجة الأكاديمية من حيث الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة فى تصوير الأشكال والاهتمام بالمنظور والظل والنور والتصميم الرصين المتوازن فى بناء اللوحة وفى علاقة الكتلة والفراغ فى المساحة، مضافاً إلى اهتمامه بالزينة والزخرف ومحاولة ترجمة العناصر التشكيلية بلغة الوصف الأدبى.
بينما قال عنه الفنان الدكتور عز الدين نجيب ارتبطت بداياته فى التصوير الزيتىى الثلاثينات والأربعينات بجو الحارة الشعبية والتعبير عن الروح الخاصة للمنزل المصرى فى تلك الأجواء، من خلال عادات اجتماعية مثل الدلالة والخاطبة والسقاء، يعالجها بواقعية كلاسيكية، ثم انتقل بمائياته ورسومه الملونة وغير الملونه إلى الطبيعة الريفىة وحياة الفلاحين والصيادين، يعبر عنهم فى احتفالية بالعمل والحياة ، بحس شرقى زخرفى يعشق التفاصيل والنمنمة ، وانشغل زمنا بتصوير المساجد والآثار الاسلامية مستخدما الألوان المائية بحس بنائى رصين ووقار كلاسيكى يقارب القيم التصويرية لدى فنانى الحملة الفرنسية على مصر، لكنه يتجاوزها بما تشمله رسومه من حس روحانى شرقى صميم... وقد كان اختباره فن الجرافيك ليتخصص فيه وينشئ من أجله قسما جديدا بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة 1934 بعد عودته من بعثته إلى فرنسا تأكيدا لتوجهة الاجتماعى، لما يمثله هذا الفن من قدرة على النفاذ إلى المجتمع بوسائل الطباعة الجرافيكية.