سره الباتع.. هو اسم المسلسل الذى يقوم ببطولته النجمين أحمد السعدني وأحمد فهمي، ومأخوذ عن نص بنفس الاسم للأديب الكبير يوسف إدريس، وتدور محور أحداثه حول قصة السلطان حامد، وهو مناضل مصري، قاد الفلاحين للثأر ضد الحملة الفرنسية، بعدما قتلوا ونهبوا المصريين.
وبدأت أحداث مسلسل "سره الباتع" بدخول الحملة الفرنسية إلى مصر، وسيطرة قوات نابليون بونابرت على إحدى قرى محافظة المنوفية وبالتحديد قرية شطانوف، وهى مسقط رأس السلطان حامد، وفى إحدى المشاهد الأولى من المسلسل، طالب نابليون من جنوده بإخراج جثمان حامد من قبره وإلقائها في النيل، بعدما اعتقد ان كراماته تسببت في إثارة حماس ثورة الفلاحين ضد حملته.
والحقيقة إن فكرة إلقاء جثة إحدى الثوار في نهر النيل، أثناء الحملة الفرنسية حدث بالفعل، وذلك بعدما قاد أحد الفلاحين أيضا في محافظة الشرقية بقيادة ثورة كبيرة ضد قوات نابليون، لكن الطريف أن قائد هذه الثورة كان شيخا من العيمان، فما هي قصة هذا الشيخ؟
عندما قامت الثورة ضد الفرنسيين، عرف نابليون أن الشيخ سليمان الجوسقى ورجاله العميان هم صناع هذه الثورة، لذا أمر نابليون بالقبض عليه، وحاول استمالة الشيخ، فقدم له العديد من العروض التى رفضها وقابلها بالاستهزاء، إلى أن قدم له العرض الأكبر، وهو أن يجعله سلطانا على مصر، فأظهر الشيخ قبولا للعرض، ومد نابليون يده إليه متنفسا الصعداء، ومد الشيخ يده اليمنى مصافحا إياه، وكانت المفاجأة أن رفع يده اليسرى ليصفع الأوروبى العظيم صفعة قوية على وجهه، وسجل الأديب الكبير على أحمد باكثير هذا الموقف فى مسرحيته "الدودة والثعبان"، وأورد على لسان هذا البطل قوله: "معذرة يا بونابرته هذه ليست يدى .. هذه يد الشعب"، فجن جنون نابليون وأمر بقتل الرجل وإلقاء جثته فى النيل".
تم اقتياده بواسطة عساكر الفرنسيين الى سجن القلعة لاستجوابه ومحاكمته وإعدامه، ورغم إدانته لم يتم إعدامه مع قادة الثورة الذين أعدمهم الفرنسيون لكونه كفيفاً وظل فى السجن عدة شهور حتى لقى ربه.