حكى الروائى الشهير جابرييل جارسيا ماركيز فى لقاء تليفزيونى قبل سنوات قصة نشر روايته الأهم مائة عام من العزلة والتى تضمنت بيع الأدوات المنزلية لإرسال الرواية إلى الناشر.
والقصة كما ذكرها ماركيز وردت كالتالى على لسانه: "ذهبت مع زوجتى مرسيدس إلى مكتب البريد لإرسال مخطوط الرواية إلى الأرجنتين "ناشر رواية مائة عام من العزلة أرجنتينى"، وكنت أرسلها من المكسيك" كان ماركيز يعيش فى المكسيك على الرغم من كونه كولومبى"، وعندما سألت عن تكلفة إرسالها من المكسيك إلى الأرجنتين أخبروني أنها 93 بيزو، وهنا قالت زوجتى ليس معنا سوى 45 فقسمت الرواية إلى قسمين حيث مزقتها بيدى إلى نصفين ووزنت النصف الأول فى مكتب البريد فكانت تكلفته 45 بيزو أى ما أملك فأرسلت هذا الجزء وعدت مع زوجتى للمنزل".
ويضيف: فى المنزل كانت هناك المدفأة ومجفف الشعر وكنت أستخدم المدفأة كثيرا أثناء الكتابة لأننى أستطيع الكتابة فى كافة الظروف عدا البرد، أخذت المدفأة والمجفف وبعتهما فى محل الأجهزة المستعملة فأعطانى صاحب المحل خمسين بيزو، أخذتها وذهبت مع زوجتى إلى مكتب البريد لإرسال الجزء المتبقى من رواية مائة عام العزلة، وقد تكلف الجزء المتبقى 48 بيزو فأعطيت لمكتب البريد خمسين بيزو فردوا لى اثنين من البيزوهات ثم خرجت مع زوجتى من مكتب البريد وعندما سرنا فى الشارع لاحظت أنها تستشيط غضبا ثم قالت: لاينقصنا إلا أن تكون الرواية سيئة".
وتعد رواية مائة عام من العزلة أشهر روايات جابرييل جارسيا ماركيز وقد نشرت عام 1967 ليحصل الكاتب الكولومبى بعد نشرها بخمسة عشر عاما أى عام 1982 على جائزة نوبل فى الآداب وقد اعتبرت الرواية درة أعمال ماركيز بل وصنفت ضمن الأفضل بين الروايات العالمية.