حكايات وأسرار يكشفها المصرى القديم عبر حضارته العظيمة التى تبلغ آلاف السنين، ومازالت تبهر العالم حتى الآن، فبين الحين والآخر يتم حل لغز من ألغاز ذلك التاريخ الممتد على مدار قرون عدة، سجلت بعضها على جدران المعابد فى زمن الكتابة المصرية القديمة وأخرى لم تسجل بعد، ولكن تكشفها كنوز أثرية تخرج من باطن الأرض.
وحكايتنا اليوم مع مع تحتمس الأول الذى خلف "أمنحتب الأول" على عرش الملك، وتدل المعلومات أنه ليس ابنه كما يدعى البعض أحيانًا، إذ إن "تحتمس" أعلن في صراحة في المرسوم الصادر بتوليته الملك، أنه وضعته والدته "سنسنب"، ومن ذلك نعلم أن أمه لم تكن زوجة ملك شرعية، أو بنت ملك شرعية.
والواقع أن الدور الخفي الذي مثل في حادث تولية هذا الملك لا يزال مجهولًا لنا كما جرت العادة في مثل هذه الأحوال الخاصة؛ على أن هناك رأيًا آخَر يدعي الآخذون به أن "أحمس" زوج الفرعون "تحتمس" هي أحمس "حنت تامحو" بنت الملك "أحمس" الأول من زوجةٍ ثانوية تُدعَى «إنحابي»، والحقيقة أننا نجد «تحتمس» يتكلَّم عن «أحمس» هذه بأنها أخته، ممَّا يدل على أنه هو كذلك كان ابن الملك، ولكن من زوجة أخرى تُدعَى "سنسنب" كما ذكرنا.
ويتكلم "تحتمس" عن نفسه في بعض النقوش بأنه ابن ملك، وأن والده ابن ملك، وذلك يدل على أن والده وجده كانا ملكين، ولما لم يكن ابن "أمنحتب الأول"، فلا بد إذن أن يكون ابن "أحمس الأول" وحفيد "سقننرع"،١ومهما يكن من أمرٍ فإن الموضوع لا يزال يحيطه الشك والإبهام معًا، حسب ما قال الدكتور سليم حسن في موسوعته مصر القديمة.
كما إن تحتمس الأول كان ذا صفات تشهد له بالكفاءة العسكرية والرؤية الاستراتيجية والميل الكبير لأعمال البطولة والبسالة فى الحرب ومواصلة كفاح من سبقوه من ملوك مصر في الدفاع عن مصر وتوسيع حدودها إلى أقصى ما تسقط عليه أشعة الشمس فى الشرق الأدنى القديم، وكان هذا الملك ميالاً للتعمير والأعمال السلمية والنهضة بالدولة والدفع بها إلى أقصى غايات التنمية والازدهار، حسب كتاب "الفراعنة المحاربو " للدكتور حسين عبد البصير.
قام الملك بحملة برية نهرية فى العام الثانى من حكمه لردع النوبيين بعد أن قاموا بالقلاقل والاضطرابات وتهديد حدوده الجنوبية، وقام بمعاقبة الثوار، وتم تطهير القناة التى شقها سنوسرت الثالث فى الجندل الأول من الطمى الذى تجمع بها نتيجة الإهمال، وتم هزيمة النوبيين، كما أن حارب فى سوريا، ولم تقابل الجيوش المصرية أى صعوبات في قادش ووصلت إلى نهارين (دولة ميتاني) بين الفرات والعاصي.