مسلسل سره الباتعأحد مسلسلات دراما رمضان 2023 المتميزة، الذى تقدمه شركة المتحدة للخدمات الإعلامية، للمخرج الكبير خالد يوسف، وبطولة الفنان خالد الصاوى والفنان أحمد السعدنى والفنان أحمد فهمى والفنانة حنان مطاوع، ومع أحداث المسلسل المتجددة فى أحداثها بشكل يومى، نرى فى الحلقة الـ 12 تسليط الضوء على اكتشاف حجر رشيد، وهو من القطع الأثرية الهامة فى التاريخ المصرى القديم، ولهذا نستعرض كل التفاصيل التى تخص ذلك الاكتشاف العظيم.
بداية كيف تم اكتشاف حجر رشيد؟
تعود قصة اكتشاف الحجر عندما جاءت الحملة الفرنسية عام 1798م بقيادة نابليون بونابرت، واستمرت بالتقدم عبر مدينة رشيد، وفى يوم 19 يوليو من عام 1799م، عثر الضابط الفرنسى بيير فرانسوا بوشار، على حجر يحمل نقوشا لنصوص هيروغليفية وديموطيقية ويونانية.
وتم الإعلان عن ذلك الاكتشاف فى الصحيفة التى كانت تصدرها الحملة لمقاتليها، وأطلق عليه حجر رشيد كونه اكتشف بمدينة رشيد الواقعة على مصب فرع نهر النيل فى البحر المتوسط.
فما هو حجر رشيد؟
حجر رشيد هو نصب من حجر الجرانودايوريت مع مرسوم صدر فى ممفيس، مصر، فى 196 قبل الميلاد نيابة عن الملك بطليموس الخامس، يظهر المرسوم فى ثلاثة نصوص: النص العلوى هو اللغة المصرية القديمة الهيروغليفية المصرية، والجزء الأوسط نص الديموطيقية، والجزء الأدنى اليونانية القديمة، لأنه يقدم أساسا نفس النص فى جميع النصوص الثلاثة "مع بعض الاختلافات الطفيفة بينهم"، ليكون الحجر مفتاح الفهم الحديث للهيروغليفية المصرية.
فما هى مواصفات حجر رشيد؟
يبلغ ارتفاع الحجر 113 سنتيمترًا، وعرضه 75 سنتيمترا وسمكه 27.5، والحجر منقوش عليه كتابة بثلاثة من اللغات القديمة وهى اللغة الهيروغليفية واللغة الديموطيقية أوالقبطية واللغة اليونانية، وقد نقشت الكتابات على هذا الحجر فى عهد الملك بطليموس الخامس.
متى تم فك رموز حجر رشيد وعلى يد من ؟
أول ترجمة لنصوص الحجر باللغة الإنجليزية قام بها ستيفن وستون فى أبريل عام 1802، وكذلك كانت أول دراسة للنص الديموطيقى هى التى قام بها المستشرق الفرنسى "سيلفستر دى ساسى" وزميله الدبولماسى السويدى "أكربلاد" وفى سنة 1082 نجح العالم "سيلفستر دى ساسى" فى الوصول إلى أن النص الديموطيقى فيه بعض الأسماء التى جاءت فى النص الإغريقي مثل إسم بطليموس وأرسنوى والإسكندر ومدينة الإسكندرية.
إلى أن جاء عام 1822، عندما أعلن العالم الفرنسى، جان فرنسوا شامبليون مسئول قسم الآثار المصرية بمتحف اللوفر، توصله لحل مسألة النقوش المكتوبة على الحجر، حيث اهتدى إلى الأشكال البيضاوية الموجودة فى النص الهيروغليفى، والتى تعرف بالخراطيس وتضم أسماء الملوك والملكات، وتمكن من مقارنة هذه الأسماء بالنص اليونانى من تمييز اسم بطليموس وكليوباترا وكانت هذه الحلقة التى أدت إلى فك رموز اللغة الهيروغليفية.
ما الذى تم تدوينه على حجر رشيد؟
أما عن النقوش المدونة على الحجر فهى خطاب شكر وعرفان موجه من مجموعة من كهنة مدينة منف للملك بطليموس الخامس لإعفائه للمعابد من دفع بعض الرسوم، وتمت كتابته عام 196 قبل الميلاد.
ما السبب وراء استخدام الهيروغليفية؟
تم استخدم الهيروغليفية لأن الكهنة فى ذلك الوقت ما زالوا يستخدمونها، كما أن عامة الشعب كانوا يستخدمون اللغة الديموطيقية، ولذلك تمت الكتابة على الحجر بالثلاث لغات حتى يستطيع الملك وعامة الشعب قراءتها.
ماذا فعلت الحملة لحجر رشيد؟
تم الاستيلاء على الحجر بواسطة الاستعمار البريطانى بطريق غير قانونى بالقوة ودون وجه حق ووضعه كإهداء فى المتحف البريطانى، منذ أن هزمت القوات البريطانية الفرنسيين فى مصر عام 1801، وأصبح الحجر الأصلى فى حوزة البريطانيين بعد استسلام الحملة الفرنسية ونقل إلى لندن، وعرض على الملأ فى المتحف البريطانى بشكل مستمر تقريبا منذ عام 1802، وكان الأثر الأكثر زيارة فى المتحف البريطانى.
هل هناك محاولات لاسترداد حجر رشيد؟
أعلن الدكتور "زاهى حواس" عالم الآثار المصرية ووزير الآثار الأسبق، عن إطلاق وثيقة يطالب فيها بعودة حجر رشيد من المتحف البريطانى والقبة السماوية فى متحف اللوفر تم نشرها فى عدد من المواقع الأجنبية، وأصبحت الوثيقة جاهزة للتوقيع من كل المحبين لحماية الآثار المصرية فى مصر والعالم أجمع.
ودعا "حواس" المجتمع الدولي للمطالبة بإعادة هذه القطع الأثرية قائلا نحن بحاجة إلى أن يعرف العالم أنها تنتمي لمصر، ويؤيد الموقعون علي هذه الوثيقة طلب عودة القطعتين الأثريتين إلى موطنهما الأصلي مصر، وسوف ترسل الوثيقة إلى المتحف البريطاني ومتحف اللوفر بعد الانتهاء من التوقيع عليها.
وكان أكاديميون بريطانيون طالبوا بضرورة إعادة حجر رشيد إلى مصر بعد مرور أكثر من 200 عام على تواجده فى المملكة المتحدة، ووقع الخبراء على عريضة تنص بضرورة إعادة اللوحة الثمينة التى يبلغ عمرها 2200 عام، والتى مكنت من فك رموز الهيروغليفية فى 1822-1824، وفقًا لصحيفة ديلى ميل البريطانية.
ومن جهتها قالت جويس تيلديسلى، أستاذة علم المصريات بجامعة مانشستر، إن هذا هو الوقت المناسب لإعادتها، وأضافت: "يمكن أن تبدأ المحادثات الآن فى الذكرى المئوية الثانية لفك رموز الحجر لإعادته لبلاده، لن يكون هناك ضرر فى ذلك".