حكايات وأسرار يكشفها المصرى القديم عبر حضارته العظيمة التى تبلغ آلاف السنين، وما زالت تبهر العالم حتى الآن، فبين الحين والآخر يتم حل لغز من ألغاز ذلك التاريخ الممتد على مدار قرون عدة، سجلت بعضها على جدران المعابد فى زمن الكتابة المصرية القديمة وأخرى لم تسجل بعد، لكن تكشفها كنوز أثرية تخرج من باطن الأرض.
حكايتنا اليوم مع ملك من ملوك الأسرة الثامنة عشر وهو "تحتمس الثانى"، الذى خلف حكم أبيه "تحتمس الأول"، الذى لم ينجب من زوجه الشرعية "أحمس حنت تاوى" وارثًا لعرش الملك، وأن أولاده الكبار الذى كان يرغب فى أن يتولى واحد منهم من بعده الملك قد ماتوا فى حياته، ولم يبق له من خلفه الذكور إلا ابن واحد من زوجة غير شرعية تدعى "موت نفرت"، وفى الوقت نفسه كان له ابنة واحدة من أخته وزوجه الشرعية "أحمس حنت تاوى"، وهى "حتشبسوت"
وكان الظاهر أن "تحتمس الأول" كان يرغب في أن يجعلها خليفته على عرش الملك، كما تدعى هي ذلك في النقوش التي خلفتها لنا ولكن الأمور سارت على غير رغبته، وتولى العرش "تحتمس الثاني" ابنه بعد أن تزوج من أخته "حتشبسوت"، حسب موسوعة مصر القديمة للدكتور سليم حسن، بذلك أصبح توليه الملك في نظر الشعب شرعيا لا غبار عليه، وتدل كل الأحوال على أن هذا الزوج كان زواجًا رسميًّا، ليظهر أمام الشعب المصري أن على أريكة الملك فرعونًا، ولكن الواقع كانت "حتشبسوت" هي المسيطرة على البلاد، لأنها كانت الوارثة الحقيقية للعرش.
ونشأ الخلاف بينهما، نظرًا للفارق الكبير بينهما ولسوء حالته الصحية ولضعف شخصيته، ولقوة شخصية حتشبسوت وطموحها الكبير نحو تولى حكم البلاد منفردة، فجعلت من وجوده رمزيًا، حسب ما يقول كتاب "الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون" للدكتور حسين عبد البصير، ونتيجة هذا الخلاف بينهما، انقسمت البلاد إلى حزبين، وسادت الدسائس والمؤامرات، وتحين النوبيون الفرصة وخرجوا عن السيطرة المصرية من العام الأول من حكمه، وعلى الفور أرسل تحتمس الثانى جيشًا إلى النوبة فهزم المتتربصين، وأعاد الأمور إلى نصابها الطبيعى.
كما أنه لم يعرف إذا كان تحتمس الثانى مات ميتة طبيعية أم لا، وبفحص مومياء هذا الملك، تبين أنه كان طويلاً، غير قوى البنية، وكان أصلع الرأس، ووسيمًا، ومتأنقًا، وأنجبت له زوجته الرئيسية حتشبسوت الأميرتين نفرو رع ومريت رع حتشبسوت، وتزوج أيضًا تحتمس الثانى من زوجات ثانوية مثل إيزيس التى أنجبت له، ابنه، فرعون الحرب والتوسعات الملك الأعظم تحتمس الثالث.