تدور شخصية نرجس "منة فضالي" فى مسلسل جعفر العمدة حول كونها سيدة تنشغل بأمور السحر برفقة أمها التى تذهب بها إلى امرأة تخبرها أن واحدة من زوجات جعفر العمدة تعمل لها الأعمال وتضع لها السحر، وهنا نذهب فى جولة مع تاريخ السحر.
فى البداية يعد السحر واحدا من الطقوس المعروفة والمتغلغلة فى الثقافات إذ يؤمن كثيرون بالقدرات الخارقة للسحر ويتتبعون موضوعات كتعلم التنجيم والشعوذة، ولا تزال بعض المجتمعات المتقدمة تثق فى تقاليد مثل قراءة الطالع والتنجيم، ورغم محاربة عدد من الحكومات إلا أن اعمال السحرة والمشعوذين تجد لها جمهورا واسعا.
والسحر حقيقة لكن بعضه تخييل وتلبيس ولا حقيقة له واقعية، كما جرى من السحرة فيما فعلوا من التخييل بالحبال والعصى كما ورد فى القرآن الكريم.
وقد قدم المفكر الروماني المناصر لمذهب الطبيعة بلينيوس الأكبر أول محاولة مدروسة لتصور تاريخ السحر؛ فقد ورد في كتابه "التاريخ الطبيعي" أنه كان هناك "إجماع عالمي على أن السحر بدأ في بلاد فارس بظهور زرادشت" وبناءً على حسابات القرن الرابع قبل الميلاد التي أجراها عالم الرياضيات الإغريقي يودوكسوس والفيلسوف أرسطو، قدَّر بلينيوس أن زرادشت قد عاش قبل ستة آلاف عام من زمن أفلاطون الذي وُلد في القرن الخامس قبل الميلاد. لكن السحر لم يجد طريقه إلى الغرب إلا خلال الحملة الحربية الفاشلة التي شنها الملك الفارسي خشایارشا على الإغريق، وقد كان هذا عام 480 قبل الميلاد. وكان هناك ساحر يُدعى أوستانا والذي اعتقد بلينيوس أنه أول من دوَّن السحر يرافق خشايارشا ونشرا الوباء في العالم أينما حل خلال رحلتهما".
وفى أوروبا العصور الوسطى، تم قتل العديد من النساء بدعوى أنهن يمارسن السحر، وظهرت عملية ما يسمى "مطاردة الساحرات" وهى عملية بحث واضطهاد الأشخاص الذين يشتبه بكونهم يمارسون السحر أو الشعوذة من قبل الكنيسة الكاثوليكية بداية ثم البروتستانتية متحدتين فى السلطة المؤقتة، وغالبا ما انطوت على ذعر أخلاقى وهستيريا جماعية وحتى إعدامات بدون محاكمة.