النوبة منطقة تقع جغرافياً فى جنوب مصر وشمال السودان، حيث يوجد العديد من المواقع المهمة فى المنطقة ما بين أسوان وأبو سمبل، وفى عام 1979 تمت إضافة عشرة مواقع إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمى.
والمواقع التى تمت إضافتها على موقع التراث العالمى، وهى من الجنوب إلى الشمال: معابد رمسيس الثاني في أبو سمبل، عمدا، وادي السبوع، كلابشة، وفيلة "جزيرة أجيلكيا"، محاجر الجرانيت القديمة والمسلة غير المكتملة في أسوان، المقبرة الإسلامية، أنقاض مدينة إلفنتين القديمة، دير القديس سمعان، مقابر الدولة القديمة والوسطى في أسوان "ما يعرف بمقابر النبلاء".
هدد بناء السد العالي بأسوان في الستينيات هذه الآثار بغمرها، لكن تم الحفاظ عليها جميعًا بفضل الجهود التي بذلتها حملة دولية أطلقتها اليونسكو في الفترة من 1960 إلى 1980.
كما يوجد على الضفة الغربية لنهر النيل، ويوجد أكبر جبانة ومتحف مفتوح فى العالم، تتمتع جدرانه بالألوان الزاهية، فى وادى الملوك بالأقصر، تلك المنطقة التى دُفن بها معظم ملوك الأسرات الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرين من عصر الدولة الحديثة حوالي "1550 - 1069 ق.م".
وينقسم وادي الملوك إلى الواديان الشرقي والغربي، ويعد الجزء الشرقي الأكثر شهرة بينهما، حيث يحتوي الوادي الغربي على عدد قليل من المقابر، ويضم وادي الملوك إجمالاً أكثر من 60 مقبرة، بالإضافة إلى 20 مقبرة غير مكتملة لا تزيد عن كونها حفر.
وتم اختيار هذا الموقع لدفن الملوك بعناية، حيث يقع على الضفة الغربية للنيل، وذلك لأن إله الشمس ينزل "يموت" فى الأفق الغربى من أجل أن يولد من جديد، ويتجدد شبابه فى الأفق الشرقى، ولهذا السبب ارتبط الغرب بالمفاهيم الجنائزية وكانت معظم المقابر المصرية القديمة تقع عمومًا على الضفة الغربية لنهر النيل لهذا السبب.
وتم دفن ملوك الدولة الحديثة الأقوياء تحت قمة جرف صخري هرمي الشكل الذى يحيط بالوادى، ولم يكن اختيار الوادي لنحت المقابر الملكية من قبيل الصدفة، فقد كان الهرم رمزًا للبعث والحياة الأبدية، كما اعتبر الشكل الهرمي إشارة من المعبودات، كانت هذه المنطقة والقمة نفسها، تحت سيطرة المعبودة حتحور: "سيدة الغرب".
كانت الطبيعة المنعزلة لهذا الوادي سببًا آخر لاختياره مكان الراحة الأخير للملوك، فقد سرقت المقابر في العصور القديمة - كما حدث الأهرام الدولة القديمة والوسطى- وتجنبًا لذلك المصير، اختاروا مقابر خفية تحت الأرض في وادي صحراوي منعزل.
وكان أول حكام الدولة الحديثة الذي تأكد دفنه في وادي الملوك كان تحتمس الأول (حوالي 1504-1492 ق.م.) ثالث ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وفقًا لإيني، كبير مسئولي حفر مقبرته، ومن أبرز مقابر وادى الملوك أيضًا مقابر تحتمس الثالث وتحتمس الرابع وأمنحتب الثانى والملك آى وحور محب ورمسيس الأول ورمسيس الثانى ورمسيس الرابع ورمسيس السادس والتاسع وسيتى الأول وسيتى الثانى ومرنبتاح، و تتميز المقابر الملكية باحتوائها على رسومات ونقوش من الميثولوجيا المصرية القديمة توضح العقائد الدينية والمراسم التأبينية فى ذلك الوقت.
وظل الوادي مشتهرا بالتنقيبات الأثرية المنتشرة بين أرجائه حتى تم اعتماده كموقع للتراث العالمي عام 1979 بالإضافة إلى مدينة طيبة الجنائزية بأكملها.
وأصبح وادى الملوك منطقة جذب للباحثين وللدارسين ومركزا للتنقيبات لدراسة علم الآثار وعلم المصريات منذ نهاية القرن الثامن عشر، كما أصبح الوادى منطقة لجذب ملايين السائحين من حول العالم لزيارة مقابر الملوك القدماء، وخصوصا بعد أن تم أعمال التطوير والترميم، فى إطار اهتمام الدولة بالحضارة المصرية والإرث الثقافي القديم، إذ تم تهيئة الطرق والمسارات التى تخدم الأفواج السياحية لتوفير الراحة خلال رحلتهم داخل المنطقة، وهذا ما التقطته عدسة "انفراد" فى منطقة وادى الملوك.