يناقش مسلسل الصفارة لأحمد أمين وطه دسوقى وآية سماحة قضية القضاء والقدر إذ يفرق "شفيق" بالتدريج بين مفاهيم الرضا والسلبية والقضاء والقدر وكيفية قبول الإنسان لما هو مقدر ومكتوب أو ما هو مكتوب على الجبين، فكيف نظر الدين لهذه المسألة؟
القدر في الإسلام حكم الله وما قدره من الأشياء بقدرته في سابق علمه، وللإيمان بالقدر أهمية كبرى بين أركان الإيمان حيث نصت السنة النبوية على وجوب الإيمان بالقدر خيرا كان أو شرا، والقدر هو تقدير الله تعالى للكائنات حسبما سبق به علمه، واقتضته حكمته.
والقدر في اللغة من التقدير ومن القدرة، وقدر الشيء مبلغه، وورد فى مختار الصحاح: الْقَدر ما يقدره الله من القضاء، وقدر الله وقدره بمعنى واحد.
قال القرطبي فى تفسيره: "الذي عليه أهل السنة أن الله سبحانه قدر الأشياء أي: علم مقاديرها وأحوالها وأزمانها قبل إيجادها، ثم أوجد منها ما سبق في علمه أنه يوجده على نحو ما سبق في علمه، فلا يحدث حدث في العالم العلوي والسفلي إلا وهو صادر عن علمه تعالى وقدرته وإرادته دون خلقه، وأن الخلق ليس لهم فيها إلا نوع اكتساب ومحاولة ونسبة وإضافة، وأن ذلك كله إنما حصل لهم بتيسير الله تعالى وبقدرته وتوفيقه وإلهامه، سبحانه لا إله إلا هو، ولا خالق غيره، كما نص عليه القرآن والسنة، لا كما قالت القدرية وغيرهم من أن الأعمال إلينا والآجال بيد غيرنا".
يقول ابن حجر في تذكرة المؤتسي: "أجمع أئمة السلف من أهل الإسلام على الإيمان بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، قليله وكثيره بقضاء الله وقدره، لا يكون شيء إلا بإرادته، ولا يجري خير وشر إلا بمشيئته، خلق من شاء للسعادة واستعمله بها فضلًا، وخلق من أراد للشقاء واستعمله به عدلًا، فهو سر استأثر به، وعلم حجبه عن خلقه".