صدر حديثا ترجمة إنجليزية لرواية "الغرق.. حكايات القهر والونس" للكاتب السودانى حمور زيادة في الولايات المتحدة الأمريكية، ونقلها إلى اللغة الإنجليزية المترجم بول ستاركي.
تدور أحداث رواية (الغرق حكايات القهر والونس) فى قرية حجر نارتى التى تطل على ضفاف النيل فى شمال السودان، يوهمنا الكاتب بأن هذه الرواية تاريخية ويقول فى افتتاحيتها: "تبدو البلاد كما لو صنعت فى صدفة ماء، بلا خطة واضحة وعلى عجل، يمكن أن تستجيب السماء فى أى لحظة، كرامة للنهر الآتى من الجنة، ترسل السماء هداياها للغرقى على اليابسة العطشى، المتورطين فى هذه البلاد بحكم الميلاد"، ولكن نكتشف أن حمور استخدم التاريخ بصورة جميلة يحاكى بها الواقع أو نشاهده فى مناطق شمال السودان، رويداً رويداً يدخلنا إلى عالمه هو، بل يهشم كل ما نعرفه عن التاريخ، والثقافة فى شمال السودان، ومن هنا وهناك يصنع أسطورته الحكائية المدهشة.
يعتبر أبطال هذه الرواية مقهورين بصورة مفجعة جداً واضعين رقابهم تحت مقصلة الأسرة وسندان زوجة العمدة (حاجة الرضية)، حيث إن مصلحة الأسرة أهم من كل شىء (أهم من رغبات المرء ورأيه، مصلحة الجماعة تحدد ما يجب أن تحبه وتحلم به) فى هذه القرية الرجال يستلذون بجلد زوجاتهم عند المضاجعة يرتوى شبقهم عندما تعلو صرخاتهن وتحمر أجسادهن، يتنادون عند فايت ندو على ضفاف النيل، كانت خادمة فى بيت العمدة، لها عشرات الآباء من أهل القرية، كانت أمها تعمل على صناعة الخمور البلدية وتروى عطش الرجال، لذلك أنجبت عشرون طفلا لآباء جميعهم ماتو نجت فايت ندو وأختها وأخ هرب من القرية لفعلة ما.
وحمور زيادة، كاتب سودانى، حققت أعماله الأدبية نجاحات كبيرة، خاصة رواية شوق الدرويش التى حصل بها على جائزة نجيب محفوظ، ووصلت للقائمة القصيرة للبوكر فى عام 2015.