دارت الحلقة الرابعة عشر من مسلسل سره الباتع من بطولة أحمد السعدنى والفنانة حنان مطاوع، والفنان أحمد فهمى، ومن إخراج خالد يوسف حول قتل شيخ البلد وإصرار حامد على أخد الثأر من القائد الفرنسى، ومن هنا سوف نلقى الضوء على تاريخ الثأر فى مصر ومن أين جاء؟
اختلف المؤرخون حول موطن نشأة وانتشار ظاهرة الثأر ، فمنهم من أرجعها إلى العصر الفرعوني، ومنهم من أعادها إلى موسم الهجرة العربية إلى مصر والتى جرت فى أعقاب الفتح الإسلامي، واعتمد المؤرخون الذين أرجعوا ظاهرة الثأر إلى عصور الفراعنة فى تأكيد ذلك على أسطورة إيزيس وأوزوريس، وكيف دفعت إيزيس ابنها حورس للأخذ بثأر أبيه من عمه.
ويرجح محمد شحاتة العمدة ،الباحث فى التراث الشعبى، ، أن بداية ظهور الثأر مع دخول القبائل العربية وقت الفتح الإسلامى إلى مصر، وأرجع العادة لمصر الفرعونية وأسطورة إيزيس وأوزوريس، والتى حدث خلالها نزاع بين أوزوريس وأخوه ست الذى قطعه إلى أجزاء، قيل إنها انتشرت فى كل أنحاء مصر، فجمعتها زوجته إيزيس، وعندما عادت له الحياة أنجبت منه حورس، وبعدها عرفته على قاتل أبيه، وبدأت رحلته لأخذ الثأر من عمه ست، وبعد نزاعات بينهما تم الصلح.
كما أرجع لبعض بداية الثأر فى الصعيد، حينما توافدت القبائل العربية أثناء الفتح الإسلامى لمصر من شبه الجزيرة العربية وبلاد المغرب العربي، ومنها قبائل قنا من العرب والأشراف والهوارة، ونقلت معها هذا الموروث من أيام الجاهلية بجميع معتقداته، وتدين ثقافة الثأر بالكثير لهذه الحكايات المجهولة بالمعنى الواسع لمفهوم الحكاية، إلا أن ثقافة الثأر ترتكز أيضاً على تراث عام له بعده التاريخى الممتد فى القدم، وله حياته الفعالة لا فى مجتمع الصعيد المصرى وحده، بل فى الثقافة العربية بشكل عام.