شهدت أحداث مسلسل "رسالة الإمام" بطولة النجم خالد النبوى، الكشف عن المكان الذى اختبأت فيه هند (سلمى أبو ضيف) وهو بيت السيدة نفيسة، فبعد أن اتهمها عقيل شقيق زوجها بارتكاب الفاحشة هربت هند ولجأت للسيدة نفسية لتطلب منها المساعدة والمكوث فى بيتها حتى تظهر براءتها، وطلبت السيدة نفيسة حضور الإمام الشافعى وعقيل وخال هند لدارها حتى تظهر لهم هند، وسامحت هند عقيل على اتهامه لها ظلما، كما طلبت هند المسامحة من خالها جمال الدين وأخبرته أنها لا يمكن أن ترتكب مثل هذا الخطأ، كما أنها ستظل فى دار السيدة نفيسة حتى تهدأ نفوس الناس.
واختلف الفقهاء حول وجوب تطبيق حد القذف، فقال الإمام الشافعي - في حديث أنيس رضي الله عنه : "فَتِلْكَ امْرَأَةٌ ذَكَرَ أَبُو الزَّانِي بِهَا: أَنَّهَا زَنَتْ، فَكَانَ يَلْزَمُهُ أَنْ يَسْأَلَ، فَإِنْ أَقَرَّتْ حُدَّت، وَسَقَطَ الْحَدُّ عَمَّنْ قَذَفَهَا، وَإِنْ أَنْكَرَتْ حُدَّ قَاذِفِهَا، وَكَذَلِكَ لَوْ كَانَ قَاذِفُهَا زَوْجَهَا : لَزِمَهُ الْحَدُّ إنْ لَمْ تُقِرَّ، وَسَقَطَ عَنْهُ إنْ أَقَرَّتْ ، وَلَزِمَهَا "، "الأم" (6/333) .
وقد اختلف الفقهاء في اعتبار ألفاظ الكناية قذفاً يوجب الحد. فذهب أبو حنيفة، إلى أنه لا يكون في الكناية قذف إلا مع الغضب؛ إذ هو قرينة قصده.
وذهب الحنابلة إلى أنه، لا حد في الكناية إلا أن يراد بها القذف، وإن أوجبوا التعزير.
ويري الشافعي أنه، لا حد في القذف بالكناية، إلا مع النية.
ويرى مالك وجوب الحد في القذف بالكناية، إذا فُهم منه ذلك، أو دلت القرائن على أن الرامي قصد ذلك. وإن كان يُستثنى الأب من ذلك؛ لبعده عن التهمة في قذف فرعه.
وأما التعريض فيكون بلفظ وضع لمعنى غير الزنى، والزنى لازم له مع صحة إرادة المعنى الذي وضع له اللفظ، كما إذا قال القاذف لغيره، أنا لستُ بزان.
وقد ذهب كثير من الفقهاء إلى أنه، لا يجب الحد على القاذف بالتعريض، حتى يقر أنه أراد به القذف، وإن استحق التعزير؛ لأن الشارع فرق بين التصريح والتعريض في خطابه، وجعل حكم أحدهما يخالف حكم الآخر، فإن النبيكان يعزِّر بالتعريض، ولأن القذف بالتعريض فيه احتمال أنه لا يريد الرمي بالزنى، والاحتمال شبهة، والحدود تدرأ بالشبهات.