كتاب لين أولسون يكشف حكاية عالمة آثار ساهمت فى إنقاذ معبد أبو سمبل

يعتبر كتاب لين أولسون "إمبراطورة النيل واحدا" من الكتب المهمة التى صدرت مؤخرا، وفيه تروى الكاتبة الأمريكية سيرة حياة عالمة المصريات الفرنسية الشهيرة "كريستيان ديروش نوبلكور". تقول الكاتبة عن شخصية كريستيان ديروش نوبلكور: إذا فكر مخرج أو منتج في يوم من الأيام بنسخة نسائية من قصة إنديانا جونز فلن يحتاج إلى النظر أبعد من حياة "كريستيان ديروش نوبلكور" مصدرا للإلهام فقد كانت من الشخصيات التى تفوق مسيرتها الخيال. بصفتها أمينة شابة في متحف اللوفر أثناء احتلال فرنسا حاربت كريستيان ديروش لحماية أعظم كنوز المتحف من النازيين، بينما كانت تعمل أيضًا من أجل المقاومة والبقاء على قيد الحياة أثناء الاستجواب من قبل الجستابو. ثم في وقت لاحق من حياتها أصبحت واحدة من أعظم علماء المصريات في العالم وبصرف النظر عن الاكتشافات الرئيسية، لعبت دورًا رئيسيًا في إنقاذ معبد أبو سمبل القديم، كما شاركت في جلب كنوز توت عنخ آمون لجولات في الغرب بعد أن كانت مصدر إلهام وشغف لها منذ الطفولة فقد فتنت أيما افتتان بكشف هوارد كارتر آثار مقبرة توت عنخ آمون. تخبرنا لين أولسون: "سلوكها لا يشبه شيئًا بقدر ما يشبه سلوك بطلة أفلام الحركة.. امرأة تتأرجح.. تحدت وقاومت لكن خارج فرنسا، لا تزال غير معروفة نسبيًا". وُلدت كريستيان ديروش عام 1913 في باريس وهي ابنة لويس ديروش ومادلين جيرو، وكان الزوجان فنانين ومتعلمين ويساريين وشجعوا كريستيان على اتباع شغفها الحقيقي في الحياة وعندما كانت طفلة تم اصطحابها على أكتاف جدها لرؤية مسلة الأقصر في ساحة الكونكورد وأصبحت مغرمة بمصر القديمة. لا شيء آخر ستفعله كريستيان ديروش نوبلكور بعد ذلك سوى دراسة علم المصريات حتى صارت أمينة متحف اللوفر في الوقت الذي اجتاحت فيه ألمانيا النازية فرنسا مع تدفق القوات عبر الحدود ثم بدأ موظفو المتحف في نقل كنوزه إلى ملاذ مؤقت في وادي لوار. تم تكليف ديروش بمهمة رعاية التماثيل المصرية واللوحات الحجرية الفرعونية "ألواح حجرية منقوشة" وشظايا جدارية في الوقت نفسه عملت ضمن صفوف المقاومة كما فعل موظفو اللوفر الآخرون. كان علم المصريات مقصورا على الرجال في فرنسا كما تؤكد لين أولسون فى كتابها لكن كريستيان ديروش نوبلكور قررت خوض التحدى، حيث تقول الكاتبة الأمريكية: "في بريطانيا ربما كان من المقبول إذا اعتُبر غريب الأطوار للمرأة أن تبدأ حياتها المهنية في علم المصريات بينما كان الأمر فى فرنسا جنونا مطلقا". كان على ديروش التي تزوجت من أندريه نوبلكور في عام 1942 أن تقاتل بضراوة لحماية الحفريات الخاصة بها في وقت كان النفوذ الفرنسي والبريطاني في مصر يتراجع بشكل حاد. بدأت مصر بناء السد العالي في أسوان في عام 1960 والذي هدد بإغراق مجموعة من المعابد النوبية العظيمة بما في ذلك أبو سمبل وهنا شعرت ديروش نوبلكورت بالذهول من هذا الاحتمال وبدأت في شن حملة مع آخرين بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية لإنقاذ معبد أبو سمبل بعد ثماني سنوات تم رفع المعبد العملاق إلى مكان آمن حيث كانت مياه بحيرة ناصر تدور عند أقدام عمال الإنقاذ، وبالفعل تم إنقاذ معابد فيلة وكلابشة ووادي السبوع ودكا وأمادا والدر وأبو سمبل.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;