تمر اليوم الذكرى 1382 على فتح مصر على يد المسلمين، وذلك فى 16 أبريل من عام 641م، الموافق 22 هـ، إيذانًا ببداية الدعوة الإسلامية فى مصر، وذلك فى عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ثانى الخلفاء الراشدين، وذلك بعد اقترح من عمرو بن العاص، بعد تمكن المسلمين من فتح الشام وبيت المقدس، وكان سقوط حصن بابليون "آخر معاقل الدولة البيزنطية".
في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين، لم يكن الإسلام دخل أفريقيا بعد، لكن كان في المعتقد الإسلامي نبوءة تتحدث عن فتح مصر، لذلك بدأ القائد عمرو بن العاص، في العام 20 هـ، الموافق 641 م، في الإلحاح على عمر بن الخطاب ليأذن له بفتح مصر، رغم تخوف ابن الخطاب على الجيوش الإسلامية.
ويوضح كتاب "معاهدة القبط بين والى مصر وعظيم النوبة: من صور الرق فى القرون السبعة" أن عمرو بن العاص كان قد زار مصر فى الجاهلية وعرف طرقها ورأى فيها كثرة ما فيها، كما أن "بن العاص" كان ببيت المقدس والتقى بشماس من شمامسة الروم من أهل الإسكندرية، جاء للتجارة فى بيت المقدس (القدس الآن)، وأنقذه أثناء نومه من حية، فلم علم الشماس عرض عليه أن يأتى لبلاده وأن يعطيه ديتين لأنه أنقذه من الموت مرتين مرة من العطش ومرة من الحية، وقال لعمرو "لو أنك دخلتها لعرفت أنك لم تدخل مثلها".
وأوضح الكتاب نقلاً عن كتاب "فتوح مصر وأخبارها" للمؤرخ المصرى عبد الرحمن بن عبد الحكم، تخوف الفاروق عمر بن الخطاب، على المسلمين من فتح مصر وكره ذلك، ولكن أمام تعدد فوائد فتحها والذى عددها عمرو، وافق بن الخطاب، وبعث معه بجيش قوامه أربعة آلاف جندى ويقال 3500 جندى، وقال له "سر وأنا مستخير الله فى مسيرك، وسيأتيك كتابى سريعا إن شاء الله، فإن أدركك كتابى، أمرتك فيه بالانصراف عن مصر قبل أن تدخلها، وإن دخلتها قبل كتابى فأمض لوجهك واستعن بالله واستغفره"، واستخار الفاروق الله فكأن تخوف على المسلمين من تلك الخطوة، فكتب إلى عمرو بن العاص أن ينصرف بمن معه من المسلمين، وأثناء وجود الأخير على مشارف مدينة رفح المصرية، رأى رسول "الفاروق"، فتخوف إن أخذ الكتاب وفتحه فيجد فيه الانصراف كما عهد إليه عمر، فلم يأخذ الكتاب من الرسول ودافعه أمامه، وسار حتى نزل قرية فيما بين رفح والعريش، فجاء بالرسول وقرأ الكتاب على المسلمين، فقال عمرو لمن معه: "ألستم تعلمون أن هذه القرية من مصر"، قالوا: "بلا"، فقال: "فإن أمير المؤمنين عهد إلى وأمرنى إن لحقنى كتابه ولم أدخل مصر أن أرجع، ولم يحلقنى كتابه حتى دخلنا أرص مصر فسيروا على بركة الله".