شهدت أحداث آخر حلقات مسلسل جعفر العمدة طرد شوقى فتح الله "منذر رياحنة" لوداد "جورى بكر" من بيته قائلاً: إنه أراد استخدامها فقط لإذلال عائلة غريمه جعفر العمدة فعادت إلى بيت أبيها "فتوح أحمد" وطلبت من زوجها السابق سيد "أحمد فهيم" إعادتها مرة أخرى إلى عصمته.
وفى المسلسل تجسد وداد شخصية المرأة اللعوب التى تلعب على الحبال للوصول إلى مصلحتها فقد أقنعت سيد من قبل بكتابة شيك لها بخمسة ملايين ثم تركته إلى رجل آخر بعد أن خلعته لكنها لم تجد غضاضة فى أن تطلب العودة إليه بعد كل ما جرى، وقد تناول عباس محمود العقاد هذه الشخصية فى كتابه "هذه الشجرة" الذى يتناول طبيعة المرأة.
يقول الكاتب الكبير الراحل عباس محمود العقاد فى كتاب هذه الشجرة: أما المرأة اللعوب فهي تحب الرجل الذي يرضي فيها طبيعة اللعب والدعابة والغزل الصاخب المتجدد، وقد تحب الدعابة للدعابة لا لأنها طريق الشهوة أو الصلات الجنسية والعلاقات الزوجية.
وأدعى ما يكون من دواعي الحيرة في تناقض النساء في حبهن أن غلبة نموذج من هذه النماذج على طبيعتهن لا يمحو منها النماذج الأخرى.
فالمرأة اللعوب قد يراجعها عطف الأمومة في بعض أطوارها، والمرأة الأم قد تطرب للدعابة والعبث وتؤخذ بهما، والمرأة الهلوك قد تُضمِر العشق حينًا من أحيانها، والمرأة العاشقة قد تركن إلى الزواج الدائم، والمرأة الزوج قد تعشق زوجها طويلًا كما يتعاشق المحبان المغرمان.
لأن غلبة عنصر من عناصر الطباع لا يجتث العناصر الأخرى سواء في نفوس النساء أو نفوس الرجال.
والحب كما لا يحفى علاقة بين شخصيتين لا بين جنسين.
وتفسير ذلك أن العلاقة التي تكون بين كل ذكر وبين كل أنثى هي وظيفة جسدية وليست علاقة نفسية أو روحية كالعلاقة التي تكون بين المحبين.
وإنما تسمى العلاقة بين الذكر والأنثى حبًّا إذا تميزت فيها شخصية من جنس الرجال وشخصية من جنس النساء، فلا يغني عن كل منهما بديل من جنسه، إلا إذا وهنت العلاقة التي بينهما".