شهدت أحداث مسلسل "رسالة الإمام" للنجم خالد النبوى، استعداد السيدة نفيسة "التى تقوم بدورها فرح بسيسو"، لمغادرة الفسطاط، ليأتى الناس من كل حدب وصوب لوداعها، بعد أن طلبها زوجها إسحاق المؤتمن لتسافر إليه، وينضم إلى الجمع الوالى السرى، الذى يستعين بالإمام الشافعى لإقناع السيدة نفيسة بالعدول عن سفرها وبقائها فى مصر، ويقترح السرى أن تقبل السيدة نفيسة داره، بعد أن امتلأت الدار بالزوار والسائلين ولم تعد تصلح لاستقبال المزيد .
وبحسب كتاب "البداية والنهاية" لابن كثير، فإن السيدة نفيسة دخلت الديار المصرية مع زوجها المؤتمن إسحاق بن جعفر، فأقامت بها وكانت ذات مال فأحسنت إلى الناس وكانت عابدة زاهدة كثيرة الخير.
وكان مجىء السيدة نفسية إلى مصر فى 26 رمضان سنة 193 هجرية حيث كرم الله أهل مصر بقدوم نفيسة العلم إليها، وخرجوا لاستقبالها وأسرتها فى العريش، وما أن استقرت السيدة نفيسة بمصر حتى أصبح بيتها قبلة العلماء والمحبين لآل البيت.
ولما ورد الشافعى مصر أحسنت إليه وكان ربما صلى بها فى شهر رمضان، وحين مات أمرت بجنازته فأدخلت إليها المنزل فصلت عليه.
وفى مصر ازداد تزاحم الناس على بيتها فخافت أن يشغلها لقاء الناس عن عبادتها فخرجت عليهم قائلة: "كنت قد اعتزمت المقام عندكم، غير أنى امرأة ضعيفة وقد تكاثر الناس حولى فشغلونى عن أورادى وجمع زاد ميعادى، وقد زاد حنينى إلى روضة جدى"، حينها فزع الناس لقولها وناشدوها البقاء حتى تدخل والى مصر ووهبها دارا أكبر لا تضيق بزوارها.
ولما توفيت عزم زوجها إسحاق بن جعفر أن ينقلها إلى المدينة النبوية فمنعه أهل مصر من ذلك وسألوه أن يدفنها عندهم، فدفنت فى المنزل الذى كانت تسكنه بمحلة كانت تعرف قديما بدرب السباع بين مصر والقاهرة، وكانت وفاتها فى شهر رمضان من هذه السنة فيما ذكره ابن خلكان.
ويقال إن إسحاق رفض فى البداية، إلا أنه عاد إلى الوالى قائلا إنه رأى النبى فى المنام مطالبا إياه بألا يعارض أهل مصر، لأن إسحاق رأى فى منامه، وفقا للرواية، النبى، صلى الله عليه وسلم، يقول له: "يا إسحاق، لا تعارض أهلَ مصرَ فى نفيسة".