منذ آلاف السنين أغلق الفراعنة ستة توابيت مصرية قديمة للحفاظ عليها وظلت محتوياتها غير معروفة، غير أن العلماء استخدموا التكنولوجيا للنظر داخل التوابيت الموجودة الآن في المتحف البريطاني في لندن لأول مرة منذ دفنها، وكشفوا عن بقايا محنطة للعديد من الحيوانات، بما في ذلك جمجمة سحلية كاملة.
التوابيت التي يتراوح طولها من حوالي 2 بوصة (50 ملم) إلى 12 بوصة (300 ملم) ويعود تاريخها إلى ما بين 664 قبل الميلاد، و 250 قبل الميلاد تم اكتشافها بمدن نوكراتيس القديمة في عام 1885، وقد تم صناعتها باستخدام مركبات نحاسية وتميزت بأشكال السحالي والثعابين والكوبرا على السطح الخارجي لها.
وتحوى أحد الصناديق ثعبان بحر يعلوه تاجًا قد يكون مرتبطًا بآتوم ، وهو معبود مصري قديم والصور المزخرفة تلمح إلى محتويات الصناديق التي تم الكشف عنها في دراسة نشرت يوم الخميس (20 أبريل) في مجلة Scientific Reports
ونظرًا لأن التوابيت كانت مصنوعة من المعدن، فقد استخدم العلماء طريقة تسمى التصوير المقطعي النيوتروني وهي تقنية غير باضعة، على عكس الأشعة السينية، لا تتأثر بالمعدن للبحث داخل التوابيت لأول مرة منذ دفنها.
داخل أحد التوابيت كشفت عمليات المسح عن جمجمة كاملة سليمة لسحلية "تشبه مجموعة من السحالي الجدارية" التي تم العثور على أنواعها في شمال إفريقيا حتى يومنا هذا، وبحسب بيان، احتوى تابوتان آخران على شظايا عظام حيوانات ملفوفة بقطعة قماش، ربما من الكتان.
وقال دانييل أوفلين عالم التصوير بالأشعة السينية في المتحف البريطاني، لموقع Live Science: "بينما كانت مدافن الحيوانات شائعة في مصر القديمة ، فمن النادر جدًا وجود توابيت لا تزال مغلقة". "نظرًا لأن هذه الصناديق مصنوعة من المعدن ، فمن الصعب جدًا النظر إليها باستخدام الأشعة السينية ، لذلك ما تمكنا من القيام به بهذه الدراسة هو النظر داخل مجموعة صغيرة من التوابيت باستخدام النيوترونات، هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ذلك لقد تمكنا من التأكد من وجود بقايا حيوانية داخل هذه الأشياء في المتحف البريطاني".