تمر اليوم الذكرى الـ 37 على رحيل الشاعر ورسام الكاريكاتير الكبير الراحل صلاح جاهين، إذ رحل في 21 أبريل 1986، وهو أحد أعمدة شعر العامية المصرية، وأحد أبرز المثقفين المصريين فى القرن العشرين، وهو مؤلف أوبريت الليلة الكبيرة أشهر أوبريت للعرائس فى مصر.
بدأ "جاهين" حياته العملية فى جريدة "بنت النيل"، ثم جريدة "التحرير"، وفى منتصف الخمسينيات بدأت شهرته كرسام للكاريكاتير فى مجلة "روز اليوسف"، ثم فى مجلة "صباح الخير" التى شارك فى تأسيسها عام 1957، واشتهرت شخصياته الكاريكاتيرية مثل "قيس وليلى"، "قهوة النشاط"، "الفهامة"، وغيرها من الشخصيات.
وصدر ديوانه الأول "كلمة سلام" عام 1955، والثانى "موال عشان القنال" عام 1957، وفى نفس العام كتب أوبريت "الليلة الكبيرة" أحد أروع إبداعاته، وصدر ديوانه "الرباعيات" عام 1963، ثم "قصاقيص ورق" عام 1965. ثم جاءت الطامة الكبرى، وحدثت نكسة 1967، وحدث الشرخ الأكبر فى حياة الشاعر واستسلم للحزن الذى تحول لاكتئاب مقيم لم يفارقه حتى 21أبريل 1986.
أما آخر ما كتبه الشاعر الراحل كانت قصيدة بعنوان "ربنا" حيث يذكر أنه في أخر أيامه كان جالسًا مع ابنته سامية ذات الخمس سنوات، والتي فاجئته بسؤال "بابا يعني إيه ربنا"، فرد عليها بأخر قصيدة كتبها لتكون تأكيدا على خلفيته الدينية المؤمنة وعقيدته الثابتة، التي لم يؤثر بها الاكتئاب الشديد الذي تعرض له أكثر من مرة.
وقال صلاح جاهين في قصيدته "ربنا":
مين اللي كوّر الكرة الأرضية
مين اللي دوّرها كده بحنية
مين اللي في الفضا الكبير علّقها
ما تقعش منها أي نقطة ميه
مين اللي عمل البنى آدمين
مفكرين ومبدعين
مين اللي إدانا عقول وقلوب
وشفايف تسأل هو مين؟
مين اللى دايمًا صاحي واخد باله
وكلنا بنحبه جلّ جلاله
ربنا
احنا بنحب ربنا.. وربنا بيحبنا
و يحبنا أكتر كمان.. لما نحب بعضنا
عمل الفراشة بأجنحة وزوقها
وكل فكرة مدهشة حققها
البحر حط له ملح لأجل يعوِّم
وما سابش حاجة إلا لما خلقها
ربنا
مين اللي لما بنطلبه يسمعنا
وف وقت الحزن يشجعنا
ولما نفرح نشكر مين
على إنه بسطنا ومتعنا
مين اللى قلبه علينا واحد واحد
وكلنا بنحبه.. هو الواحد
ربنا
احنا بنحب ربنا.. وربنا بيحبنا
و يحبنا أكتر كمان.. لما نحب بعضنا
سألتني طفلة قلت: هوّ ما بيننا
موجود فى كل مكان وبيبصّ لنا
بيشوف بنسعد بعض ولا لأه
وم الخطر يحرسنا ويحوش عنّا
في كل مكان ربنا موجود
جنب الضعف وجنب المجهود
يا ربنا.. إنت جميل ومفيش في مثلك في الوجود
مين الصديق اللى مفيش غِنى عنه
وكلنا بنحبه ونخاف منه؟
يا ربنا.. إنت جميل ومفيش في مثلك في الوجود
يا ربنا.. إنت جميل ومفيش في مثلك في الوجود
أما عن آخر الكتب التى تناولت حياة وإبداع صلاح جاهين فهو ما قام به الدكتور حسن يوسف طه، أستاذ علم الجمال، بأكاديمية الفنون فى القاهرة من خلال كتابه الصادر فى ذكرى رحيل جاهين تنشر سلسلة "كتاب الهلال" (أبريل 2015) بعنوان "جماليات الإبداع عند صلاح جاهين " ويقدم مؤلفه الدكتور حسن يوسف طه بانوراما لثراء الإنجاز الأدبى لدى جاهين، فى الشعر، قصائد وأغان، والرباعيات و"الليلة الكبيرة"، وغيرها من الأعمال التى تضفى على حياتنا دهشة الاكتشاف الموصولة بالبهجة والمتعة.