شهدت أحداث مسلسل "رسالة الإمام" للنجم خالد النبوي، والذي يعرض ضمن موسم مسلسلات رمضان 2023، مواجهة فى الجامع قام بها "فتيان" أحمد الرافعى، للإمام الشافعى "خالد النبوى" بعدما علم الأول بأمر زيارة الجروى وصهيب - اللذين على عداوة مع الوالى السرى - له فى داره فى الخفاء، متهما إياه بأنه يطلب لنفسه مكانة وشأنًا عن طريق أهل السياسة، بينما يدافع عنه الجمع من الحضور فهم لم يعهدوا عنه إلا الموعظة الحسنة والنصيحة الصادقة ولاةً ورعيةً وأن ما يرمى به "فتيان" ما هو إلا ظلما وبهتانًا، وخلال هذا الاحتدام يقول "فتيان" فى استصغار من شأن الإمام: أنا أتحدث إلى فقيه قرشى.. ولا يهم نسبه إن كان خزى وذنب فيما يفعل".
المواجهة بين فتيان والإمام الشافعي، واحدة من أشهر المناظرات التي حدثت لمؤسس المذهب الشافعى أثناء وجوده في مصر، فبحسب مقال للكاتبة الكبيرة سناء البيسى نشر تحت عنوان " الشافعى..أحرق قديمه ليشيّد جديده!" الحياة الفقهية يتنازعها تياران هما أنصار الإمام مالك، وأنصار الإمام أبى حنيفة والغلبة على الدوام لأنصار مالك المشتطين قال للحضور إن الإمام مالك بشر يخطئ ويصيب فانتفض أحد المتعصبين واسمه ِفتيان بن أبى سمح» ليقوم بسبابه بكلمات بذيئة خاصة بعدما دخل فى مناظرة حول قضية العبد المرهون إذا ما أعتقه الراهن ولا ملك له غيره، وكان الشافعى يقول "يباع"، بينما رأى فتيان المناظر له أنه لا يباع.. فيحمل الحاضرون ذلك السفيه يلقون به خارج المجلس والشافعى مستمر فى حديثه وكأنه لم يلحظ كل ما جري، بل إنه طلب من تلامذته بعدها الصفح عن ذلك السفيه لكن أصحابه ذهبوا يشكون للوالى وشهد الشهود فزمجر الوالى قائلا: "واللـه لو شهد الشافعى على فتيان هذا لقطعت رأسه»، أمر بضرب فتيان بالسوط والطواف به مقلوبا على جمل وقد حلقت رأسه ولحيته وشاربه ومن أمامه المنادى ينادى: «هذا جزاء من سب آل رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم".
ولم يسعد الإمام بما حدث بل عاد مهموما وقد ازداد نزيفه، وما أن خرج للجامع بعد استرداده بعضا من عافيته للجلوس فى حلقته حتى تربص به من على بعد سفهاء من أصحاب فتيان، وعندما خلت الحلقة وانفض الجمع من الجامع وبقى الإمام وحده حتى انقض عليه الوحوش بالهراوات ليسقط مجندلا فيولوا هاربين، ليحمل الإمام الغائب عن الوعى إلى منزله وما أن يسترد أنفاسه حتى يرسل غلامه إلى السيدة نفيسة يسألها كعادته الدعاء كلما ألم به مكروه فقالت لرسوله: «أحسن اللـه لقاءه ومتعه بالنظر إليه» فعلم الشافعى أنها النهاية، ولم يمض العام حتى مات «فتيان» في سنة 205هـ.