شهدت أحداث مسلسل "سره الباتع" للمخرج خالد يوسف، والذي يعرض ضمن موسم مسلسلات رمضان 2023، قيام جنود الحملة الفرنسية بهدم مقام السلطان حامد وانتشلوا جثته وقطعوها إربا وألقوا بكل قطعة فى مكان مختلف وفى قرية بعيدة عن قريته، لكن الفلاحين ورجال المقاومة أقاموا بكل قطعة مقاما فأصبح له أكثر من مقام، وقبلها أمر نابليون بونابرت "أيمن الشيوى" بنبش القبر وإلقاء جثته فى النيل، لكن أهالى قرية مجاورة لقرية شطانوف وجدوا الجثمان وقاموا بدفنه مرة أخرى.
وألقى مسلسل "سره الباتع" الضوء على واحدة من أكثر جرائم الجنرال الفرنسي نابليون بونابرت وحشية، وهى التمثيل بجثث، وهو المشهد الذى يبدو تبنته الإمبراطورية الفرنسية في عصر ما بعد الثورة كنوع من أنواع التفاخر، حتى أن الدولة الفرنسية أنشأت متحف يضم جثامين وأشلاء وبقايا من ضحايا الحملة في الشرق، ففي متحف الإنسان أو متحف التاريخ الطبيعي، يوجد نحو 18 ألف جمجمة للثوار المسلمين الذين قطَعت رؤوسهم، كانت تلك الجماجم تزين قصور حكام فرنسا، ومن أهمها قصر الإمبراطور نابليون الثالث الذي شيده بالأموال التي نهبها الجيش الفرنسي من الجزائر، ووضع رؤوس الثوار الجزائريين الذين حاربوا مع الأمير عبد القادر الجزائري في مدخله زينة يتفاخر بها على ملوك أوروبا.
وفي المتحف نفسه توجد جمجمة الشهيد البطل سليمان الحلبي الذي تمكن من قتل كليبر -الذي تولى قيادة الحملة الفرنسية بعد هرب نابليون من مصر- بعد أن دكّ منطقة الأزهر بمدافعه وقتل الكثير من العلماء والطلاب، وقام الفرنسيون الذين يدّعون أنهم جاؤوا ليمدّنوا الشعوب المتخلفة بإعدام سليمان الحلبي باستخدام الخازوق، وهو أكثر وسائل الإعدام وحشية وقسوة.
أما فيما يخص جرائم نابليون بتمثيل بجثث ضحاياه أثناء حملته على مصر، فيذكر كتاب الأزهـر "منارة العالم منذ ألف عام"، فأن جنود الحملة الفرنسية بعدما اقتحموا الجامع الأزهر بخيولهم، ونهبوا نفائسه وكتبه، ودنسوا طهارته، وانتهكوا حرماته، وأقاموا فيه مركزا لهم، أسر الجنود زعماء الثورة من علماء الأزهر، وأعدموهم في القلعة دون محاكمة، وألقوا بجثثهم في النيل، وبحسب وصف الكتاب أيضا فأن نابليون لم يترك أسلوبا للوحشية لم يستخدمه في التنكيل بالثوار والتمثيل بجثثهم، ولكنه مع ذلك لم يستطيع إخماد الثورة إلا بعد أن أحضر طائفة من علماء الأزهر الذين لم يشتركزا فيها لأسباب شتى.