تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب البريطانى هنرى فيلدنج الذى ولد فى 22 من أبريل عام 1707 وقد تجلت موهبة فيلدنج في عرض الشخصيات وتصوير بيئة الطبقات الدنيا وقد نشر هنري فيلدنج عام 1749 عمله الروائي الأبرز "تاريخ توم جونز اللقيط" الذى اعتبره النقاد من أعظم الروايات الإنكليزية، وقد تحولت هذه الرواية في العام 1962 إلى فيلم ناجح بعنوان توم جونز.
وتميزت رواية توم جونز اللقيط بالحس الكوميدى ومجموعة متنوعة من الشخصيات ، والمشاهد المتناقضة للحياة الراقية والوضيعة في لندن لذا كانت دائمًا الأكثر شهرة بين أعماله وتدور أحداثها حول البطل الذي تظل هويته الحقيقية مجهولة حتى النهاية ، يحب صوفيا ويسترن الجميلة وفى النهاية يفوز بها بعد التغلب على العديد من العوائق قبل أن يحقق ذلك ، ومع ذلك ، وفي سياق الحدث ، تتابع المجموعات المختلفة من الشخصيات بعضها البعض من جزء من البلد إلى آخر إذ يرسم فيلدينج فرصة لرسم صورة حية لا تضاهى عن إنجلترا في منتصف القرن الثامن عشر.
توضح الفصول التمهيدية في بداية كل كتاب مدى دقة نظر فيلدينج فيما يتعلق بالتخطيط للرواية فلم يكن لدى أي روائي حتى ذلك الوقت فكرة واضحة عما يجب أن تكون عليه الرواية ، لذا فليس من المستغرب أن يكون توم جونز تحفة من روائع السرديات الأدبية المبنية بناء روائيا محكما.
تنقسم الشخصيات إلى عدة مجموعات متميزة فهناك شخصيات رومانسية، وشخصيات خبيثة ، وشخصيات كوميدية، تتميز الرواية كذلك بالتناوب الماهر بين الفكاهة والرومانسية والحيل العرضية المنقولة مباشرة من المسرح ، وقبل كل شيء سرعة الحوار و تعد قراءة هذا العمل أمرًا ضروريًا لفهم إنجلترا في القرن الثامن عشر.
وقد أطلق الكاتب البريطانى الشهير السير والتر سكوت على هنري فيلدنج لقب "أبو الرواية الإنجليزية" وفقا لموسوعة بريتانيكا، ولا تزال العبارة تشير إلى مكانة فيلدنج في تاريخ الأدب وعلى الرغم من أنه لم يكن في الواقع أول روائي إنجليزي إلا أنه كان أول من تناول هذا النوع من خلال نظرية كاملة للرواية في رواياته جوزيف أندروز، وتوم جونز، وأميليا، التي وصفها ناقد حديث بالملحمة الكوميدية ، والكوميديا الملحمية، والملحمة المحلية كما أسس تقليد الواقعية المقدمة في السرديات البانورامية للمجتمع المعاصر الذي سيطر على الخيال الإنجليزي حتى نهاية القرن التاسع عشر.